تتجه الأنظار اليوم الي القاهرة حيث تعقد الهيئة الاستشارية للائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعا علي درجة كبيرة من الأهمية لبحث المبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب بشأن الحوار مع الحكومة السورية,بالإضافة إلي إمكانية البحث في تشكيل حكومة سورية انتقالية. ورحب مصدر عربي رفيع المستوي بالاجتماع الذي ستعقده الهيئة,وأشار في تصريحات للصفحيين أمس الي أن الاجتماع يهدف إلي إجراء مشاورات بين المعارضة السورية, وبحث مدي إمكانية تعديل المبادرة والدفع بها قدما نحو صياغة مرحلة انتقالية جديدة في سوريا. واعتبر المصدر أن شروط مبادرة الخطيب ورد فعل النظام السوري عليها ما هي إلا مساومات, لكن الواقع يشير إلي أن الأمور تطورت بالنسبة للتعامل مع الأزمة الراهنة وكشف في هذا السياق خلال رده علي سؤال لمندوب الأهرام عن مساندة الجامعة العربية للحوار المرتقب باعتباره تجسيد للحل السياسي الذي باتت الأطراف الأقليمية والدولية المعنية متوافقة عليه في ضوء ما بات واضحا من عجز النظام الحاكم والمعارضة عن حسم الأوضاع عسكريا. وعبر المصدر في رده علي سؤال آخر لمندوب الأهرام عن قناعته بأنه يتعين علي طرفي الأزمة الدخول فورا في الحوار للإسراع في وقف سفك دماء الشعب السوري الذي يدفع وحده كلفة استمرار الأزمة منذ أكثر من عامين قتلا وتدميرا وهجرة للخارج ونزوحا في الداخل. وقال المعارض السوري هيثم المالح عضو الهيئة- لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن أجندة الاجتماع مفتوحة لطرح أية رؤي أو أفكار تتعلق بحل الأزمة السورية وأن نتائج هذا الاجتماع سيتم بلورتها في تقرير يعرض علي اجتماع الهيئة العامة للائتلاف المقرر عقده يوم20 فبراير الجاري بالقاهرة لاتخاذ ما يراه مناسبا حول التحرك الجديد للائتلاف تجاه الأزمة في سوريا. ومن ناحية أخري اعلن الائتلاف الوطني ان قطر التي تعترف به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري قررت تسليم سفيره المعين حديثا في الدوحة نزار الحراكي مبني السفارة السورية واشار الائتلاف الي ان الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعتبرون شخصيات دبلوماسية رسمية وان المقر سيرفع فوقه علم الثورة السورية. وفي غضون ذلك أعرب سفير ايران لدي سوريا محمد رضا شيباني عن استعداد طهران لاستضافة محادثات بين ممثلين عن كل من الحكومة والمعارضة السورية. وقال شيباني- حسبما نقلت قناة برس تي في الإيرانية- إن طهران مستعدة لاستضافة المحادثات إذا كان وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر ورئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب علي استعداد للدخول في مفاوضات. وفي هذه الأثناء قال أناتولي ايسايكين مدير شركة روسوبورون إكسبورت وهي الشركة الروسية الحكومية لتصدير السلاح إن روسيا لاتزال تسلم أسلحة لسوريا وستستمر في ذلك. وأضاف أن التسليح يشمل أنظمة دفاع جوية مضادة للصواريخ لكنها لا تتضمن أسلحة يمكن أن تكون هجومية مثل الطائرات أو الطائرات الهليكوبتر. وقال إن الصادرات لا تتعارض مع القانون الدولي أو قرارات مجلس الأمن الدولي. وفي أنقرة نقلت صحيفة( ميلليت) التركية أمس عن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قوله إن الهجوم الانتحاري الأخير علي الحدود التركية السورية, هدفه جر تركيا إلي أتون الحرب في سوريا, ولكن أنقرة لن تفعل ذلك.وأشار الي أن البوابة الحدودية التي تم استهدافها تشهد في بعض الأحيان زيارات تفقدية من جانب مسئولين بالائتلاف السوري المعارض, للإشراف علي شحنات المساعدات الإغاثية للسوريين, مرجحا أن يكون هدف الهجوم هو وقف تلك المساعدات الإنسانية, وربما أيضا لوقف تدفق اللاجئين السوريين إلي تركيا. ومن جانبها أدانت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي عدم تحرك مجلس الأمن الدولي لإنهاء الصراع المستمر في سوريا منذ نحو عامين, مشيرة إلي أن حصيلة الصراع في سوريا تقترب علي الأرجح من70 ألف قتيل.وجددت دعوتها لمجلس الأمن لإحالة ملف سوريا إلي المحكمة الجنائية الدولية لتوجيه رسالة لطرفي الصراع بأنه ستكون هناك عواقب لأفعالهما.