عندما تعرض البنوك الأوروبية فروعها في مصر للبيع.. وعندما يتراجع سعر صرف الجنيه المصري إلي أدني مستوياته.. وعندما ينخفض حجم احتياطي النقد الأجنبي وتزداد الديون الخارجية والمحلية إلي الدرجة التي لا تمكننا من الحصول علي وارداتنا الأساسية.. وعندما تتزايد حركة تحويل السفن من ميناء العين السخنة إلي مواني الدول المجاورة بسبب إضراب العمال.. ماذا يمكننا أن ننتظر لمستقبل مصر ومستقبل أبنائنا من بعدنا ؟! الظواهر السلبية تزداد مع كل يوم تطلع فيه الشمس علينا.. ونقطة الضوء الخافت في نهاية النفق المظلم تتباعد من أمام أعيننا.. والصفوة من القادة والزعماء- في الحكم والمعارضة ونجوم الفضائيات- من الإعلاميين والمنظرين- غارقون في غيهم وعنادهم وأجنداتهم الخاصة.. جميعهم يتظاهرون بأنهم يبغون مصلحة الوطن والمواطن ولكنهم لا يتفقون ولا يتنازلون ولا يتقدمون قيد أنملة تعطي أي بصيص من نور!! لا يمكن أن تكون ثورة يناير المباركة هي السبب.. ولا يمكن أن نلوم شبابنا الأطهار الذين فجروها وطهرونا من الفساد والاستبداد.. ولكن علينا أن نلوم أنفسنا.. فالعيب فينا, وإن ادعي كثيرون منا غير ذلك!! لسنا في حاجة إلي جبهات ضمير وائتلافات إنقاذ وتحالفات الإسلاميين الذين ملأوا الساحة من حولنا ضجيجا واختلافات وقتلي وضحايا.. ولكننا في أشد الاحتياج إلي صحوة ضمير يراجع فيه كل طرف مواقفه وأغراضه.. وصوت واحد تنصهر فيه جميع الآراء والاتجاهات.. وثورة إنتاج تخرج الوطن من براثن الفوضي والانهيار! أنقذوا مصر أولا مما هي مقبلة عليه من خراب وإفلاس ودمار, ثم تنافسوا علي الغنائم والمقاعد والولائم.. أوقفوا الاضطرابات والاحتجاجات والمظاهرات حتي تقف البلاد علي قدميها, ثم طالبوا بمستحقاتكم وحوافزكم وأرباحكم.. اتركوا الإخوان يحكمون فيصيبون ويخطئون ثم تنافسوا معهم ديمقراطيا- عبر صناديق الاقتراع.. وتيقنوا أن الله سيحاسب الجميع.. وأن الشعب والتاريخ لن يرحم الخائنين المفسدين.. حتي وإن كانوا من الملتحين أو ارتدوا ثوب الزعماء المعارضين!! المزيد من أعمدة مسعود الحناوي