في حفل أقيم تحت رعاية المستشار الثقافي المصري الدكتور مرسي أبو يوسف بحضور العديد من الشخصيات العربية والنمساوية منح المركز الثقافي المصري في العاصمة النمساوية فيينا درع الثقافة لابن بطوط العصر الحديث أحمد الشهاوي. سيظل هذا المهندس المصري لغزا محيرا وطلسما يصعب فهمه, هذا الرجل الذي درس هندسة الميكانيكا في أحد أعرق جامعات النمسا وهي جامعة جراتس ونجح في اختراع وتصميم العديد من الماكينات الآلية وحصل علي الجائزة الأولي في الابتكارات الهندسية في غرب النمسا وعمل كبير مهندسين في كبري الشركات الأوروبية, ولكنه قرر التخلي عن كل هذا من أجل اكتشاف العالم بحثا عن المجهول ومحاولة منه لفهم أجناس أخري من البشر يعيشون في معزل عن العالم, لكن المثير للدهشة حقا لماذا يترك هذا الرجل ما وصل إليه في مجال الهندسة لكي يذهب في مغامرات هو يعلم أنها قد تودي بحياته؟؟!!. وقد جمع الرحالة المصرية خلاصة ما مر به من تجارب وما عايشه من أحداث في كتاب أطلق عليه الرحالة والغابة, وقد جاء هذا الكتاب بأسلوب شيق ومميز, فعندما تقرأ هذا الكتاب تزيد متعتك كلما تقدمت في قراءته, وحين تقرأه فإنك لا تحتاج إلي راحة بل إنك تفضل لو أنهيته لما به من الإثارة والتشويق. الأجمل في هذا الكتاب هو أنك تشعر أنك مع الكاتب تشعر بما يشعر به وتعاني كما يعاني أنه الأسلوب البسيط السهل المتفرد الذي يجعل لك الكلمات كأنه صور وكأنك أمام مشهد ترسمه الكلمات. جاب هذا الرحالة الارض من اقصاها الي اقصاها طولا وعرضا شمالا وجنوبا زار ما يزيد عن75 دولة عاش تجارب وثقافات مختلفة لم يعرف عنها العالم شيئا كشف الكثير من الاسرار. انه اكثر بني البشر معرفة بالغابات الاستوائية فقد عاش فيما يزيد عن عشرين غابة استوائية ما اسهل الموت فيها وما اصعب النجاة بعيدا عن اي مظهر من مظاهر المدنية والحضارة.. وكما يقول الرحالة عن الكتاب' انه واقع حقيقي عايشته لحظة بلحظة واحسسته بجلدي ولحمي وانتفض معه جسدي وارتجف له قلبي إنها معاناة إنسان بلحمه ودمه. وفي الحفل تحدث الشهاوي عن مغامراته وعن فلسفته في الحياة حيث عرض أفلاما وثائقية توضح رحلاته الخطيرة حول الكرة الأرضية باللغة الألمانية والعربية.