مع توالي الأيام, أثبت الإمام الجليل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, أنه النجم الساطع لثورة52 يناير, لموقفه الواضح والمستنير تجاه الأحداث التي تتلاطم أمواجها وتتصارع وتتغير وتتبدل من كل طوائف المجتمع ومسئوليه, واستطاع في كل مبادراته منذ اندلاع الثورة, أن يكسب تعاطف وتأييد وحب الجماهير من أبناء هذا الشعب الطيب بدءا من المعتدلين مرورا بالمناضلين, وصولا إلي السياسيين شبابا وشيوخا وكذلك المعارضين, وإن لم يبدو ذلك, معتمدا في سياساته علي وسطية الأزهر النابعة من وسطية الإسلام, وضرب المثل في وضوح مسيرته وقراراته ومواقفه التي لا يحيد عنها في لم شمل الوطن. رغم ما يعانيه ويكابده من خصومة المسلمين وغيرهم ولم يستطع أحد أيا ما كان سوي شيخنا الجليل, أن يجمع كل طوائف المجتمع المتناحرة علي طاولة واحدة في مشيخة الأزهر للتوقيع علي مبادرته الأخيرة بعد الأحداث الدموية ومشاهد العنف والتخريب التي عمت البلاد وأصابت العباد في أرجاء مصر المحروسة. وآخر هذه المواقف المشهودة لشيخ منارة أهل السنة, والتي تؤكد أنه لا يخاف في الحق لومة لائم, هي رفضه للتشيع واضطهاد أهل السنة في إيران, كما جاء في تصريحاته الواضحة والمعلنة والمواجهة خلال اللقاء الذي جمع بينه وبين الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في زيارته الأخيرة لمصر, هذا الموقف الذي لم يتوقعه ذلك الرئيس, ما دفعه للتهديد بالانسحاب من المؤتمر الصحفي! تحية إليك أيها الإمام الجليل, ولدورك الذي أثبت أن الأزهر هو البطل الصامد والدرع الواقي للوطن.