عقب لقاء فضيلة الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الرئيس الإيرانى احمدى نجاد الذى زار القاهرة لأول مرة لحضور القمة الإسلامية، وزار الجامع الأزهر ومسجد الحسين، وأدى فيه صلاتى المغرب والعشاء، ثم زار مساجد آل البيت فى القاهرة، ولم يتوقع أحد رد فعل الدكتور الطيب، حينما حذر نجاد خلال لقائه به فى مكتب الشيخ بالجامع الأزهر الشريف من المد الشيعى فى بلاد أهل السنة والجماعة، وكان التحذير واضحا وصريحا، كما طالب نجاد باستصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب السيدة عائشة (رضى الله عنها) وابى بكر وعمر وعثمان والبخاري، وإعطاء أهل السنة والجماعة فى إيران، وخاصة فى إقليم الأهواز حقوقهم الكاملة كمواطنين، ووقف النزيف الدموى فى سوريا الشقيقة والخروج بها الى بر الأمان، خاصة وان إيران هى الداعم الرئيسى لنظام الأسد. بل أن الأزهر ألغى المحاضرة التى كان نجاد يرغب فى إلقائها بجامعة الأزهر، لقد جاءت ردود فعل الإمام الأكبر دليلا قاطعا على أن الأزهر الشريف سيظل منارة الإسلام الوسطى، وسيظل علماؤه منارة العلم، فلا يخشون فى دين الله لومه لائم. وإننى أتساءل لماذا قام احمدى نجاد برفع إصبعية كعلامة للنصر عند دخوله الى مشيخة الأزهر، وأمام كاميرات التليفزيون؟ هل ظن انه انتصر على أهل السنة؟ أم أنه أعتقد خطأ أنه فى مظاهرة تأييد له داخل طهران، لقد جاء رد فضيلة الشيخ احمد الطيب زلزالا للكيان الشيعى، ودليلا قاطعا على أن بلاد أهل السنة والجماعة لن ينال منها أبدا المذهب الشيعى. بالإضافة إلى تأكيد شيخ الأزهر على أن الأمن القومى للدول العربية فى الخليج العربى خط أحمر يجب أن تحترمه إيران خاصة البحرين، كما كانت تصريحات الدكتور حسن الشافعى مستشار شيخ الأزهر خلال المؤتمر الصحفى مؤكدة على أن الرئيس الايرانى فشل فى الهدف الذى جاء من أجله وهو إظهار قوة الشيعة، وإلا لماذا جاء نجاد الى الأزهر ومعه مدير مخابراته؟. لقد جاءت تصريحات الدكتور الطيب مفاجأة للجميع إلا أننى لم أتفاجأ من موقفه فما سمعته عنه وعلمته عن أسرته خلال زيارتى للأقصر ووالده الشيخ الصوفى الحق الشيخ الطيب رحمه الله، جعلنى لم أستغرب هذا الموقف، لرجل تعلم الإسلام الحق، على مذهب أهل السنة والجماعة من والد عظيم مثل الشيخ الطيب، فكان فخرا لكل مسلم من أهل السنة والجماعة على وجه الأرض. فتحية شكر وتقدير واحترام وإجلال للشيخ والإمام الجليل الدكتور أحمد الطيب الذى أدعو الجميع رؤساء ومرؤوسين، أن يكونوا على مستواه من قوة فى الحق، ووضوحا فى القرار.