لعلك تذكرني فأنا واحدة من قارئات بريد الأهرام وكنت قد نشرت حكايتي ضمن هموم البسطاء في البريد اليومي منذ ما يقرب من خمس سنوات. وتحدثت فيها عن انني مهددة بعدم دخول الجامعة واستكمال تعليمي برغم تفوقي الدراسي بعد وفاة والدي الذي لم يكن له عمل ثابت, وكان يتنقل من عمل إلي آخر حتي رحيله, وفور نشر رسالتي اهتم بأمري الكثيرون من أهل الخير وعن طريقكم خصص لي أحدهم مبلغا ثابتا حتي اتمام دراستي.. وكنت أحضر أول كل شهر وأتسلم المبلغ بشيك من بريد الأهرام, ومرت الأيام, وتخرجت وحصلت علي تقدير عال اهلني للعمل في إحدي الشركات الكبري, وما أن تسلمت أول راتب لي حتي انهمرت دموعي واخذت أهتف بصوت مسموع والجميع حولي مذهولون الحمد لله.. الحمد لله.. فلا أحد يعرف حكايتي.. نعم الحمد لله علي هذه النعمة الكبري.. والشكر لبريد الأهرام ولأهل الخير الافاضل وما اكثرهم ممن يسارعون إلي فعل الخيرات, ومنهم من يقتطع من قوته لكي يمسح دمعة يتيم أو حزين, أو يسهم في أي عمل من أعمال الخير, كتلك السيدة التي كتبتم عنها في بريد الجمعة الماضي والتي تبرعت بما ادخرته من معاشها البسيط مساهمة منها في شراء جهاز طبي لمستشفي الرمد بطنطا. إنني اكتب إليك هذه الكلمات وأنا أحمل بيدي مبلغا بسيطا اقتطعته من راتبي. وسوف أتبرع به كل شهر لكي أكفل به فتاة يتيمة تعاني ما عانيته من متاعب, فلا يعرف طعم الحرمان إلا من كابده, ولك التحية والتقدير. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لقد انسابت دموعي وأنا أقرأ كلماتك النابعة من القلب, والتي تدل علي نقاء معدنك, وإحساسك بآلام الآخرين, وانت التي عانيت الكثير في مشوارك الدراسي, لكن مثلك لا يشقي لها جانب, ولا تعرف المستحيل.. فها أنت تحققين ما عجزت عنه الكثيرات ممن يملكن المال, فشققت طريقك في الحياة بعزيمة وإصرار.. وسوف تحصدين المزيد من الثمار بمرور الأيام.. وأشكرك علي مبادرتك الطيبة لرعاية فتاة يتيمة.. وتفضلي بزيارة بريد الاهرام لاختيار الفتاة التي ترغبين في مساعدتها.. والله المستعان.