منذ ثورة يناير قبل عامين اضطرتني الأحداث إلي الانشغال بها وتأجيل الحملة التي أقوم بها ضد التدخين منذ أكثر من عشرين سنة قبل أن يحل يوم9 فبراير الذي أتخذه يوما مهما في الحملة. هذا العام كان في تخطيطي أن أمهد للحملة من أوائل فبراير ولكن هاهي الأحداث تشغلني حتي وصلنا إلي قبل يوم واحد من ذروة الحملة دون أن أكتب كلمة عن التدخين مع أن هذا يسعد بعض المدخنين الذين كانوا يعبرون لي عن ضيقهم بما أكتبه عن المعشوقة التي أدمنوها. وملايين المدخنين يبدءون عادة بسيجارة واحدة علي سبيل الهزار ثم يتعلقون بها لأسباب مختلفة, بعضهم لاعتقاده أن السيجارة تمنحه تنشيط الفكر والقدرة علي العمل وفريق ثان يراها عادة ضرورية مثل العصا التي يستند عليها العجوز ويخشي الوقوع بدونها, وفريق ثالث يحس في دخانها الراحة والاسترخاء, ورابع ونسبته كبيرة تمثل له الدواء المهديء لضغوط الحياة التي يواجهها وخامس يتعامل مع السيجارة علي طريقة الطفل الذي يبكي إذا لم يجد البزازة بين شفتيه.. وكلها وغير ذلك كما تري أسباب مختلفة ولكنها من دون أن يدري المدخن يربطها سبب واحد هو النيكوتين الموجود في مختلف أنواع الدخان في مختلف وسائل التدخين من السيجارة إلي السيجار والبايب والشيشة والجوزة. فهذا النيكوتين هو المادة الأساسية التي يتعلق بها المدخن. وقد تغير العالم بالنسبة للمدخنين الذين كانوا يمارسون تدخينهم في كل مكان, ثم مع البحوث المتزايدة التي أكدت أن التدخين أسوأ عادة عرفها البشر وأنها وراء عذاب الملايين بسبب أكثر من15 نوع من السرطانات المرعبة, فقد إنتشرت قوانين المنع حتي أصبح نادرا في أي بلد متقدم أن يعثر المدخن علي مكان يستطيع أن يستمتع فيه بالتدخين. وهذا يحدث في دول تعلي حرية الفرد إلي حد اعتبار الشذوذ حرية, لكنها بالنسبة للتدخين تعتبره أقرب الطرق للعذاب والموت مما أدي إلي إنخفاض التدخين في معظم الدول. أما في مصر فمازال الأمر يعتمد علي قناعة المدخن! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر