الرمال التي ارتوت بدماء الشهداء في سيناء هي كنز حقيقي أغلي من الذهب يجب المحافظة عليه وعدم التفريط فيه سواء بالبيع أو بأي طريقة أخري, فبقدر ما لاقي قرار عدم بيع أراضي سيناء للأجانب. من ارتياح في جميع الأوساط, لكن الحقيقة أن قضية بيع رمال سيناء أخطر من بيع أراضيها, خاصة أنها تباع دون أي دراسة أو وعي, فقد لفت الانتباه نزوح العديد من سيارات النقل الكبيرة علي مدي24 ساعة إلي ميناء العريش البحري وهي تحمل رمال سيناءالبيضاء لبيعها لجميع دول العالم, ومما يثير الدهشة أيضا أن المسئولين علي علم تام بما يحدث, وبالسؤال وجدنا أن أحد المستوردين من تركيا عندما شاهد هذه الجبال من الرمال البيضاءبسيناء قال: أريد هذا الجبل بالكامل أن يتحول إلي بلادنا!! الأهرام تفتح هذا الملف أمام المسئولين قبل أن تضيع ثرواتنا وتنقل رمالنا إلي بلاد أخري تقوم باستغلالها وتصنيعها ثم نقوم نحن باستيرادها مرة أخري في صورة مصنعة كالزجاج والبلور بعشرات الأضعاف من السعر. في البداية سألنا أحد المصدرين فقال إن الدول التي تستورد رمال الزجاج هي تركيا وإيطاليا واليونان, وحول القيمة التي يتم تصديرها فإنها تبلغ22 دولارا للطن وبسؤال السيد اللواء عبدالفتاح حرور محافظ شمال سيناء عن الاحتياطي الموجود من هذه الرمال قال تبلغ27 مليون طن بمناطق جبل يلق والمنشرح والحلال, وبحسبة بسيطة فإن تصدير هذا الاحتياطي إلي الدول السابق ذكرها سيعود علي مصر بالنفع بمبلغ لايتجاوز نصف المليار دولار بقليل بما يعادل3 مليارات جنيه مصري, وتنفد رمالنا بالكامل ثم نعود ونستوردها بصورتها المصنعة من تلك الدول بمبالغ تتجاوز100 مليار دولار وبما يعادل600 مليار جنيه مصري.. هذه هي الحقيقة التي نضعها أمام المسئولين لوقف هذه المهزلة التي تعد أخطر من تملك الأجانب لأراضي سيناء أو كما يقول المهندس الجيولوجي حسن رضوان إن الأبحاث العلمية الحديثة التي ناقشها علماء الجيولوجيا أثبتت أن رمال سيناء ليس لها مثيل في العالم حيث تبلغ نسبة السيلكا فيها نحو97% والتي تستخدم في العديد من صناعات الزجاج وهذه النسبة غير متوافرة في جميع دول العالم.