انعكس اضطراب الاوضاع السياسية والاقتصادية علي حجم المشاركة العربية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والاربعين, حيث غابت للعام الثاني علي التوالي دور عربية عريقة. أبرزها دار الآداب البيروتية المتخصصة في نشر الروايات الأدبية, في حين أكدت دور أخري انها تعاني من خسائر كبيرة جراء مشاركتها هذا العام, بسبب التراجع الواضح في اعداد زوار المعرض نتيجة مخاطر العنف السياسي الذي تجلي خلال الايام العشرة الأخيرة فضلا عن ارتفاع في سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة الجنيه المصري مما أدي لزيادة واضحة في أسعار أجنحة العرض ومن ثم زيادة أسعار الكتب وتقليص حجم مبيعات الأفراد واقتصار الارباح في مكاسب البيع للمؤسسات البحثية. وأبدي ناشرون عرب انزعاجا واضحا من توزيعهم علي اكثر من جناح بالمعرض ما بين سراي19 وسراي المانيا( ب) بملحقاتها وهو أمر أرجعته هيئة الكتاب المنظمة للمعرض لظروف اعادة تجهيز أرض المعارض وفي المقابل رحب الناشرون بالتحسن النسبي في مستوي الخدمات المقدمة والاهم قدرة الهيئة علي تنظيم معرض بدون مصادرات في ظروف سياسية بالغة التعقيد. وعلي صعيد المبيعات بدا واضحا أن دور النشر العربية تراهن علي الاصداء التي تتركها الجوائز الادبية العربية لا سيما البوكر وجائزة الشيخ زايد للكتاب والتي بدا تأثيرها علي تحديد اتجاهات القراء, ومن ناحية تنوعت قوائم الأكثر مبيعا, ما بين الاعمال الادبية والترجمات و الكتب الفكرية التي تركز علي مستجدات الربيع العربي, ومخاطر صعود القوي الاسلامية في المنطقة ونجحت دار الجمل في تأكيد تميزها في هذا السياق بنشر الترجمات التي قدمها الشاعر العراقي الراحل سركون بولص لاعمال( أودن/ آلن غينسبرج/ تيد هيوز, و, س, ميروين) وهي الأكثر مبيعا في الدار, تليها رواية يا مريم للكاتب سنان انطون التي ظهرت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لهذا العام ورواية رماد الشرق لواسيني الاعرج. وفي الترجمات تتفوق لوليتا لنابكوف والتي ترجمها خالد الجبيلي وتحظي روايتا لقيطة استانبول, وقواعد العشق الأربعون وهي عن جلال الدين الرومي للكاتبة إليف شافاق وترجمة الجببيلي ايضا بحجم مبيعات كبير علي الرغم من عدم شهرة الكاتبة في عالمنا العربي وفي الجمل ايضا يواصل الكاتب جليبرت سينويه حضوره في المكتبة العربية لمجموعة من الاعمال أبرزها( الفرعون الأخير, أنا, يسوع, يريفن), كما يحقق الكاتب السوري الذي يكتب بالالمانية رفيق شامي الحضور ذاته بروايته الجديدة قرعة جرس لكائن جميل وتوزع الدار منشورات دار طوي وأحدثها رواية الكاتب البوليفي ماريو فرجاس يوسا وعنوانها حلم الستي وترجمة المترجم البارز صالح علماني وفي الاعمال التراثية التي تقدمها الدار المثيرة للجدل يظهر في صدارة المبيعات كتاب القرآن في محيطه التاريخي, لجبرئيل رينولدز الي جانب التحقيق الجديد لاعمال شهاب الدين السهروردي. وفي دار الساقي حققت رواية القندس للكاتب السعودي محمد حسن علوان التي ظهرت ضمن اللائحة القصيرة لجائزة بوكر العربية مبيعات كبيرة مثلها مثل كتاب النقد بين الحداثة وما بعد الحداثة للباحث إبراهيم الحيدري, الذي كان, ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب لهذا العام, كما نجحت الدار في نشر كتاب لماذا العرب ليسوا أحرارا للفيلسوف وعالم الاجتماع السياسي المصري مصطفي صفوان,( ترجمة: مصطفي حجازي) وهو كتاب بدأ صفوان تأليفه في يونيو1967, بعد هزيمة الأيام الستة. وضمن ابرز الروايات الادبية التي تقدمها الدار, رواية ساعة التخلي لعباس بيضون, انا كوماري من سير لانكا لحازم صاغية و رواية المشرط للتونسي كمال الرياحي ورواية علي الامريكاني لهالة كوثراني التي كانت قد فازت بجائزة معرض الشارقة. ورواية ايبولا67 للكاتب السوداني أمير تاج السرد. اضافة لرواية التماسيح للزميل يوسف رخا التي تروي جانبا من سيرة جيل التسعينيات الأدبي في مصر. وتراهن دار المدي هذا العام علي كتب السينما حيث تقوم بتوزيع منشورات سلسلة الفن السابع الشهيرة في سوريا كما تقدم كتابا عن السينما الايرانية الراهنة لندي الازهري, وأنا فلييني, لشالدنر وكتاب كتب في حياتي لهنري ميللر. وتقدم دار رياض الريس مجموعة من الاعمال المتميزة فكريا وأدبيا أبرزها تصاوير الامام علي لشاكر لعيبي ورواية طبول الحب للكاتبة السورية المقيمة بباريس مها حسن و يحظي كتاب في خيمة القذافي للصحفي اللبناني الشهير غسان شربل رئيس تحرير صحيفة الحياة بمبيعات كبيرة وهو كتاب يكشف عن عقدة الخيمة في حياة الرئيس الليبي الذي اطاحت به الثورة ويتضمن حوارات مع ابرز رجال نظامه. كما تعرض الدار الكتاب الجديد للمفكر فواز طرابلسي بعنوان حرير وحديد, من جبل لبنان الي قناة لسويس وهوكتاب فريد في تعامله مع التاريخ وقدرته علي ربط الذاتي بالموضوعي. كذلك تعرض كتاب حكايات الاغاني لفارس يواكيم وهو عن رحلة القصيدة من الديوان الي الأغنية وتعرض ايضا كتاب للصحفي محمد أبي سمرا يتضمن سلسلة تحقيقات اجراها في سوريا تحت عنوان موت الابد السوري, شهادات جيل الصمت والثورة. وتواصل دار ورد رهانها علي الادب المترجم وتعرض رواية أعناب مركب العذاب للطاهر بن جلون, والبابا الاخضر لميجيل استورياس وبلدي المخترع لايزابيل الليندي واعمال عبد اللطيف اللعبي وحنيف قريشي وباولو كويلهو وميلان كونديرا وروبير سوليه وأناييس نن. ومن الدور العربية التي مثلت مشاركتها مفاجأة كبيرة دار التكوين في دمشق التي تعيد طباعة الاعمال الشعرية الكاملة للعراقي سعدي يوسف وترجماته لكفافيس واونجاريتي ووالت ويتمان وكتاب شعر الهايكو مترجم عن اليابانية لمحد عضيمة وتعرض أيضا ديوان النثر العربي في اربعة اجزاء من اختيار الشاعر ادونيس وتقدم اعمال المفكر السوري الرائد فراس السواح في اشتغاله علي التراث الديني وتقدم كتابه الغاز الاناجيل كما تعرض كتاب مشتركا بين ادونيس وهشام شرابي بعنوان تأملات في الواقع العربي, كما تنشر الترجمة العربية لاشعار ترانسترمو الفائز بجائزة نوبل العام الماضي.