الإسكان: 7.8 مليار جنيه تكلفة مشروعات صرف صحي بالفيوم ضمن مبادرة حياة كريمة    يخدم 950 ألف نسمة.. وزير الإسكان يوجه بالإسراع في تنفيذ مجمع محطات مياه بالفيوم    الإحصاء: 10.6% ارتفاعا في حجم الصادرات المصرية إلى مجموعة دول العشرين خلال 9 أشهر    القاهرة الإخبارية: قصف إسرائيلي مكثف يفاقم نزوح الفلسطينيين في قطاع غزة    وزير الخارجية يلتقي نظيره النيجيري على هامش اجتماعات مجموعة العشرين    "رويترز" عن مسؤول أوكراني: أوكرانيا ستبدأ مشاورات مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين بشأن إنهاء الحرب    قرقاش يدعو لوقف حرب السودان فورا ومحاسبة طرفي النزاع    المصري يرتدي زيه الأبيض أمام كايزر شيفز في الكونفدرالية    سلوت: التفاصيل الصغيرة أكبر مشاكل ليفربول    نجم مصر السابق يكشف موقف الزمالك من غياب شيكو بانزا    طقس غير مستقر خلال 6 أيام.. شبورة ورذاذ وانخفاض تدريجي في الحرارة    هل من أحد بالخارج.. أفضل عرض في الدورة 11 لمهرجان الحرية المسرحي السكندري    مايان السيد: "عانيت من الخوف سنين ومعنديش مانع أتابع مع طبيب نفسي"    27 ديسمبر.. الحكم في اتهام مها الصغير في قضية اللوحات الفنية    الإفتاء يوضح حكم التأمين على الحياة    وكيل الصحة بالوادي الجديد يتفقد جاهزية مستشفى الفرافرة المركزي    محافظ القاهر: إزالة أي دعاية لمسافة 200 متر في محيط اللجان الانتخابية    بث مباشر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل في دوري أبطال إفريقيا 2025.. مشاهدة دقيقة-بدقيقة والقنوات الناقلة وموعد اللقاء    محافظ القاهرة: إزالة أي دعاية انتخابية لمسافة 200 متر بمحيط اللجان العامة والفرعية    تسمم 14 طالبا في مدرسة ثانوية بتركيا    لحجاج الجمعيات الأهلية .. أسعار برامج الحج لموسم 1447ه – 2026 لكل المستويات    «تعليم الجيزة» جاهزة للامتحانات الشهرية.. وتشديد على الانضباط والشفافية    إصابة 28 عاملا وعاملة فى حادث انقلاب سيارة بمركز سمسطا ببني سويف    تعافٍ في الجلسة الأخيرة، الأسهم الأمريكية تقفز 1% رغم الخسائر الأسبوعية    سعر اليوان الصيني أمام الجنيه في البنك المركزي المصري (تحديث لحظي)    صحيفة سويدية: شبكة أئمة إخوانية دولية تتحكم في مدارس وروضات بملايين الدولارات    بنات الباشا تجربة سينمائية جريئة غير مكتملة!    موعد عرض الحلقة الرابعة من برنامج دولة التلاوة على قنوات المتحدة    عاشور: "إيراسموس" ركيزة أساسية لتطوير وتدويل التعليم العالي في مصر    محافظ أسيوط يشهد انطلاق حملة التوعية بمقاومة مضادات الميكروبات    القاهرة الإخبارية: غياب الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال يعكس عمق التحديات التي تواجه لبنان    فريق قادرون باختلاف يتألق على مسرح وزارة الشباب والرياضة في أسيوط    إسلام سمير: طموحاتي اللعب للثلاثي الكبار.. وأتمنى استمرار عبد الرؤوف مع الزمالك    الزراعة تطلق حملات توعوية مكثفة لتعزيز الأمن الحيوي في قطاع الدواجن المصري    مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا    بالأسماء.. إصابة 4 أشخاص إثر انقلاب تروسيكل بالبحيرة    تشكيل الهلال المتوقع ضد الفتح في الدوري السعودي    دعم العمالة المصرية بالخارج وتوفير وظائف.. جهود «العمل» في أسبوع    عاشور: زيارة الرئيس الكوري لجامعة القاهرة تؤكد نجاح رؤية الوزارة في تعزيز الشراكة العلمية    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    إدراج 29 جامعة مصرية في تصنيف QS 2026.. والقاهرة تتصدر محليا    انتخابات النواب بالخارج.. إقبال كبير للمشاركة بانتخابات النواب باليوم الأخير في السعودية وسلطنة عمان |صور    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    وزيرة «التخطيط» تبحث مع «بروباركو» الفرنسية خطط تمويل و تمكين القطاع الخاص    تشيلسي في مواجهة سهلة أمام بيرنلي في البريميرليج    وصفات من مكونات طبيعية لتنظيف القولون في المنزل    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤيتي ل القرن العشرين(82)
1979
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 01 - 2013

كان عام1979 هو نقطة البداية في تدمير الاتحاد السوفيتي عندما قرر السوفيت غزو أفغانستان في ذلك العام. وعندئذ قرر الرئيس جيمي كارتر تدعيم الأصولية الاسلامية في أفغانستان لمواجهة الغزو السوفيتي. وفي26 ديسمبر1991 مات الاتحاد السوفيتي. وفي أول فبراير1979 عاد آية الله خوميني إلي ايران بعد أن كان منفيا في باريس لمدة خمسة عشر عاما. وفي12 فبراير من ذلك العام أعلن تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية فدخلت المخابرات الأمريكية في علاقة سرية مع مستشاري خوميني. والمفارقة هنا أنه في4 نوفمبر1979 حوصر موظفو السفارة الأمريكية في طهران من قبل الأصوليين الاسلاميين واتخذوا كرهائن. ومع ذلك قررت المخابرات الأمريكية ضرورة تأسيس تحالف بين البيت الأبيض والاخوان المسلمين من أجل وضع استراتيجية جغرافية سياسية لمواجهة الاتحاد السوفيتي.
وفي9 فبراير من نفس ذلك العام أصبح الشاذلي بن جديد الرئيس الرابع للجمهورية الجزائرية فقرر تدعيم الأصولية الاسلامية, وعندئذ استدعي الشيخ محمد الغزالي وعينه أستاذا بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الاسلامية, وأمر بأن يكون له حديث ديني متواصل في الاذاعة والتليفزيون. والجدير بالتنويه هاهنا أنه عندما قتل فرج فودة في1992/6/8 لأنه رفض تطبيق الشريعة قال الشيخ الغزالي معلقا علي قتله: من يعترض علنا علي تطبيق شريعة الله فهو كافر ومرتد, ومن الواجب اهدار دمه, أما قاتله فلا تجب معاقبته.
وفي نفس ذلك العام, عام1979, تأسس في أمريكا حزب الأغلبية المسيحية المعبر عن الأصولية المسيحية بقيادة القس جيري فولول من أجل تحرير أمريكا من أي قيد علي التسلح, وتأسيس شبكة دفاع عسكرية, والتوسع في الدعاية ضد الشيوعية. ومن أجل تدعيم هذه الغاية عقد القس فولول تحالفا مع الكاثوليك واليهود والمورمون من أجل اطلاق الرصاص اللاهوتي علي العلمانية.
وفي1979/3/26 أبرمت المعاهدة المصرية الاسرائيلية في مناخ أصولي بقيادة كل من بيجن رئيس وزراء اسرائيل والرئيس أنور السادات.
وفي مواجهة الأصولية الاسلامية أشرفت علي عقد المؤتمر الدولي للفلسفة الاسلامية بالقاهرة في نوفمبر1979 تحت عنوان الاسلام والحضارة. وفي ذلك المؤتمر برزت أربع شخصيات لافتة للانتباه: زكي نجيب محمود وبسام طيبي وريتشارد ميتشل وصاحب هذا المقال.
زكي نجيب محمود وعنوان بحثه طريق العقل في التراث الاسلامي. فكرته المحورية أن دمج الثقافة الاسلامية في الثقافة الغربية أمر لازم حتي لا يحدث انفصال بين الثقافتين, والثقافة الاسلامية الآن في حالة انفصال وبالتالي في حاجة إلي فيلسوف اسلامي من عينة فولتير الذي قام بدمج الثقافتين.
بسام طيبي ألماني من أصل سوري ورئيس مركز العلاقات الدولية بجامعة جورج أوجست بجوتنجن بألمانيا. عنوان بحثه الاسلام والعلمانية. فكرته المحورية أن العصر الحديث يستند إلي ثقافة علمية تكنولوجية, والشعوب الغربية متقدمة لأنها تتمثل هذه الثقافة أما الشعوب الاسلامية فمتخلفة لأنها لم تتمثلها وسبب ذلك مردود إلي أن هذه الشعوب لم تمر بعصر الاصلاح الديني علي نحو ما جري في الغرب المسيحي, إذ لم يكن لديها ما يماثل لوثر علي حد قول الأفغاني. واذا حدث وظهر ما يماثله فالعلمانية متحققة بالضرورة, وبعد ذلك ينتهي الاسلام السياسي. واللافت للانتباه أنه إثر انتهاء المؤتمر قدم الأساتذة الأصوليون مذكرة إلي رئيس جامعة عين شمس لحثه علي رفض نشر ذلك البحث. ومع ذلك نشرته في أعمال المؤتمر. وبعد ذلك أصدر طيبي كتابا عنوانه أزمة العالم الاسلامي(1980) وجاء في مقدمته إن أكثر الأفكار خلافية في كتابي وأعني بها العلمانية يمكن صياغتها بألفاظ اسلامية. ثم قال في ملاحظته الملحقة بنهاية كتابه إن مراد وهبة قد وفق في نشر بحثي في أعمال المؤتمر التي تعطل نشرها بسبب المعارضة التي اشترطت حذف البحث.
أما ريتشارد ميتشل أستاذ تاريخ الشرق الأدني وشمال افريقيا بجامعة متشجان فعنوان بحثه
الاسلام وقيم التكنولوجيا فكرته المحورية أن التكنولوجيا تنطوي علي نسق من القيم. أما في العالم الاسلامي فثمة تيار شائع يدعو إلي استيراد التكنولوجيا الغربية بعد تفريغها من نسق القيم. وسبب هذا التفريغ مردود, في رأي ميتشل, إلي أن الاسلام دين ودولة, ومن ثم فكل شيء متعلق بالله. ولم ينشر هذا البحث في أعمال المؤتمر لأن ميتشل امتنع عن ارساله خشية الدخول في صراع مع مجلة الدعوة علي نحو ما حدث عندما نشر كتابه المشهور مجتمع الاخوان المسلمين(1969), وهو صراع أحدث اضطرابا في حياته بلا حدود.
يبقي بحثي وعنوانه مفارقة ابن رشد, والمفارقة تكمن في أن ابن رشد ميت في الشرق, إذ اتهم بالكفر وأحرقت مؤلفاته, في حين أنه حي في الغرب لأنه كان السبب في بزوغ الرشدية اللاتينية التي أفضت بدورها إلي نشوء عصري الاصلاح الديني والتنوير. وفي عام1980 نشر بحثي في مجلة ألمانية تصدر عن الجمعية الدولية لفلسفة القانون والفلسفة الاجتماعية.
وأظن أن قبضة الاخوان المسلمين علي مصر الآن مردودة إلي مفارقة ابن رشد.
المزيد من مقالات مراد وهبة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.