بكل ثقة وطمأنينة وارتياح أقول إن القادم بإذن الله تعالي أفضل وأجمل, وقريبا سوف يدرك, من لم يدرك حتي الآن, أن مصر تعيش مرحلة تغيير وتطوير واستقرار وتنمية ونهوض لم تشهدها من قبل, علي الرغم من استمرار سطوة التضليل العلماني في وسائل الإعلام. مصر أيها السادة تتخلص الآن من ميراث هائل من الفساد السياسي والمالي والأخلاقي, نما وتجذر خلال مرحلة عصيبة امتدت ستين عاما, غابت فيها الحرية والعدالة والديمقراطية, وسيطر فيها بالقهر والاستبداد توجه سياسي أحادي, زرع الفساد والإفساد في كل مكان, وأهدر كرامة المواطن, واختطف آمال وأحلام الوطن, والآن تغيرت الصورة بعد ثورتنا الرائعة, أو بدأت في التغير إلي الأفضل والأحسن, ولن يتنازل هذا الشعب الأبي أبدا عن حريته, وحقه في الحياة الكريمة. وعلي المستوي الاقتصادي بدأت تزداد الموارد, ومنها مثلا: ارتفاع تحويلات المصريين في الخارج, وزيادة عائدات قناة السويس, ونمو موارد الضرائب والجمارك والسياحة, وعودة استثمارات رجال الأعمال الشرفاء, وبدء مساعدات الأشقاء العرب وعلي رأسهم قطر والسعودية, وتحسن أداء قطاع التصدير, وزيادة احتياطي النقد الأجنبي إلي17 مليارا رغم كل الظروف, ومازال أمامنا الكثير من العمل والجهد والبناء لزيادة الإنتاج, وتحسين مستوي المعيشة لكل أبناء الشعب. أضف إلي ذلك استمرار جهود محاربة الفساد والتربح والاستيلاء علي المال العام, وهي معركة حقيقية تخوضها الحكومة حاليا, مع المنتفعين بغير حق من العهد السابق, وهي المعركة التي تفسر ما يجري الآن من أزمات وفوضي وانفلات أمني, ومن الأقوال المشهورة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لما سألوه عن سر نجاحه في رفع معدل الدخل القومي, وزيادة نصيب الفرد في مدة قصيرة, قوله أغلقت حنفية الفساد وهذا هو المحور الثاني لتحسين ورفع مستوي المعيشة. وعلي المستوي السياسي حققنا العديد من الإنجازات غير المسبوقة, منها انتخاب أول رئيس مصري مدني يأتي بإرادة الشعب الحر, وليس عبر انقلاب عسكري أو توريث سياسي أو تزوير انتخابي, ولم يحصل الرئيس الجديد علي نسبة ال99% التي اعتدناها في ممارسات تيارات سياسية علمانية, كما نجحنا في إعداد أفضل دستور مصري, أعدته نخبة منتخبة من كبار الرموز الوطنية وخبراء القانون, وناقشه الشعب بحرية كاملة, ووافقت عليه الأغلبية بنسبة63.8% في الاستفتاء. وأيضا شاركنا في أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة, أظهرت الحجم الطبيعي للقوي السياسية, وأوجدت مجلسا معبرا عن اختيار الشعب, لولا مؤامرة اغتياله بليل بهيم من جهات عدة, أملا في إعاقة ووقف الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتشريعية التي ينتظرها الشعب, ونستعد الآن لإعادة بناء المؤسسة التشريعية من جديد, من خلال الانتخابات المتوقع الانتهاء منها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة, ليصبح لنا حكومة منتخبة قوية, مسئولة أمام برلمان حر, تعمل من أجل المواطن. القادم بإذن الله تعالي أفضل وأجمل, لأن الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية, وهي القيم التي انتزعناها بأرواحنا ودمائنا في الثورة, سوف تفرز مجتمعا حرا أبيا واعيا يرفض الظلم ويقاوم الفساد ويحارب الاستبداد والطغيان.. مجتمعا قويا ومتماسكا ومتسامحا, يعمل وينتج ويبدع, ويصنع نهضته الحضارية بنفسه, ويختار طريقه إلي المستقبل المشرق, بحرية وكرامة وشفافية, وإصرار علي الصمود والنجاح, ودليل ذلك هو إيمان ووعي وحكمة الإنسان المصري. أيها السادة.. افتحوا النوافذ لشمس الحقيقة, واملأوا صدوركم بهواء الحرية النقي, وقدموا لوطنكم وأمتكم الأمل والتفاؤل, وابذلوا من أجل نهضتها ورفعتها الجهد والعرق, وشاركوا بإيجابية وعزيمة وإصرار في صنع مستقبل مصر الحرة, حتي يكون الأفضل والأجمل بإذن الله. المزيد من مقالات بدر محمد بدر