لا شك أن هناك من تابع وتألم مثلي في اليومين الماضيين حيث استرعاه النظر ما روجت وسطرت له إحدي الصحف الجزائرية بفبركات سياسية كان يستحيل علي صحافة العدو قبل بلد الصديق والشقيق الترويج لها تلك الخاصة بنشر وثيقة ومعلومات مسمومة مفبركة عن تعهد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية عندما كان يتولي منصب وزير خارجية مصر في عام1991 وتعهده لمستر كلارك مساعد وزير الخارجية الأمريكي بمتابعة ونقل وابلاغ واشنطن معلومات وأسرار المفاعل النووي الجزائري. ومثل هذا الحديث الآسن مردود عليه بالقول إنها مجرد ترهات ضمن حملة أكاذيب مازالت بعض وسائل الاعلام في الجزائر تروج لها بالباطل والافتراءات منذ أزمة مباراة كرة القدم الأخيرة, ناهيك عن أن المفاعل النووي هذا هو مشروع وهمي لم يكتمل حيث تم تجهيز وتشييد مبانيه فقط بأيدي وخبرة الأرجنتين حسب الوثائق والصحافة الجزائرية في منطقة عين وسارة في جنوبالجزائر, وكان مخصصا في الأساس للاستخدامات الطبية ثم توقف وانهار مع اندلاع احداث تعديل المسار الانتخابي في الجزائر عام1991 وما استتبعه من استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد واندلاع حرب الارهاب في التو ولمدة15 عاما التي شلت الحياة بالكامل حتي الأمس القريب. وما يثير الحيرة والعتب المصري علي المؤسسة الرسمية في الجزائر ان أحدا لم يتطوع حتي هذه الساعة بالنفي والرفض لمثل هذه الترهات, وكل ما قيل في هذا الشأن أنها مجرد تسريبات لصحيفة خاصة. وكما قلت أثناء أزمة مباراة كرة القدم الأخيرة أعود وأقول ثانيا وثالثا بحكم خبرتي بالواقع الجزائري خلال عملي مراسلا للأهرام لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة في الجزائر أنه لا يوجد هناك ما يسمي بصحافة رسمية أو خاصة, فالاعلام والصحافة الجزائرية كلها وليس معظمها تدور في فلك جنرالات المؤسسة العسكرية والأمنية حسب تصنيفاتهم وعطاياهم والتي بدونها لا تستطيع صحيفة واحدة الصمود والبقاء في المشهد الصحفي الجزائري يوما واحدا مع الأخذ في الاعتبار واليقين أنه بدون موافقة تلك المؤسسات الحاكمة لا تستطيع أي صحيفة الحصول علي إذن بالصدور من أساسه.