هذا الكتاب( محمد مشتهي الأمم) هو أحدث ما كتب في سلسلة( المحمديات) حيث تقوم فكرته من منطلق تقديم شخصية الرسول الأعظم بأقلام غير المسلمين سواء كانوا علماء أو مؤرخين أو فلاسفة أو أدباء أو مستشرقين! والذين تجاوز عددهم أربعة آلاف شخصية من المشاهير. يقدم الكتاب الصادر عن مكتبة مدبولي الصغير بالقاهرة, مئات الأدلة والبراهين والقرائن علي عظمة رسالة الإسلام ومدي احتياج البشرية إليها, كما شهد بذلك فلاسفة الغرب وعباقرته بما فيهم أشد الناس عداوة للإسلام وحضارته. واستلهم- المؤلف- عنوان كتابه من بشارة وردت في العهد القديم تبشر بقدوم نبي آخر الزمان الذي سيدعو الناس جميعا إلي ملة إبراهيم الخليل, وهذه البشارة وردت في( الإصحاح2:6-9) من سفر النبي حجي:( لأنه هكذا قال رب الجنود هي مرة بعد قليل سأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة. وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهي كل الأمم. فأملأ هذا البيت مجدا. مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود. وفي هذا المكان أعطي السلام قال رب الجنود). ولفظ( مشتهي كل الأمم) أي محمود كل الأمم وهي لا تعني إلا رسولا تنتظره كل الأمم, وعبر عن ذلك الانتظار بلفظ مشتهي كل الأمم يعني يخرج من غير العبرانيين الذين يطلقون علي أنفسهم شعب الله المختار! كما لا يكون مرسلا إلي قطيع من الخراف الشاردة, بل إلي جميع أمم الأرض, لأن العبرانيين يطلقون علي من عداهم من الناس لقب الأمم أو الأمميين. فهذه البشارة مشتهي كل الأمم لا تعني إلا( محمداe). فمن سوي هذا النبي الذي زلزل السماوات والأرض وما فيها بسلطانه وشرائعه؟ ومن سواه الذي تحقق به السلام والأمن عند البيت, خاصة أنه خرب ودمرت أركانه قبل مجيء الإسلام؟ بل الملاحظ أن النص يتحدث عن بيتين, مشيرا إلي أن مجد البيت الأخير( البيت الحرام) سيكون أعظم شأنا من مجد الأول( بيت المقدس). وهو ما حدث بالفعل! في مقدمة الكتاب, يقول- المؤلف- محمد عبد الشافي القوصي: إنه منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان, طرق العالم حدث لم تشهد الدنيا أعظم منه, ولن تشهد شأنا أكبر منه.. فتزلزلت له السماوات والأرض, والبحر واليابسة, وزلزل كل الأمم... وأتي( مشتهي كل الأمم)! وحقق الله به دعوة أبيه إبراهيم الخليل, وما وعد به هاجر بأن سيأتي من نسلها أمة عظيمة جدا- كما جاء في سفر التكوين. وأخبر عنه يعقوب بأنه ستخضع له الشعوب. وصدقت نبوءة سفر العدد وظهر كوكب آل إسماعيل, وتزلزلت لظهوره الأرض وما عليها. وجعل الله كلامه في فمه, وانتقم له من أعدائه كما في سفر التثنية. وأخبرت التوراة مرارا- بأن مولده بأرض قيدار, ويتنزل عليه الوحي بجبل فاران, ومهاجره إلي أرض ذات نخل. ووصفته أسفار العهد القديم بأنه يقبل الهدية, ولا يأخذ الصدقة, وأنه يصلي إلي القبلتين, ويخوض الحروب بنفسه, ويظفر علي أعدائه, وأن الله سيمكن له دينه, وينتشر بين الشعوب والأمم! وناداه داود في مزاميره يا سيدي, وأعلن أنه سيأتي لكم نبي الرحمة, الذي بين كتفيه شارة الملك والنبوة, وأنه أبرع جمالا من بني البشر, وأن النعمة انسكبت علي شفتيه, لذلك باركه الله إلي الأبد. وأن خصومه سيخرون بين يديه علي ركبهم, وتسجد له الملوك وتأتيه بالقرابين. وانحني أمام عظمته, زعماء الغرب وعلماؤه, فاعترف بونابرت في مذكراته بأن مبادئه وحدها هي الصادقة, التي يمكن أن تقود الناس إلي السعادة. ورأي غاندي أن هذا النبي يملك قلوب ملايين البشر. وأكد ريتشارد جابريل أنه صاحب أعظم عقلية عسكرية في التاريخ. ومن قبلهم قال هرقل أعلم أنه سيرث ما تحت قدمي! وآمن به النجاشي لأنه جاء بالقول الفصل في المسيح وأمه الطاهرة. ووقف كبار الفلاسفة مشدوهين أمام عبقريته الفذة, وإعجاز التشريع الذي جاء به, فقال بلاشير إن إعجاز الوحي وراء نجاح رسالته. وذهب جوستاف لوبون إلي أنه إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان( محمد) أعظم من عرفهم التاريخ. وقال لامارتين لم تتحقق جميع صفات العظمة الإنسانية في أحد سواه. وأكد وليام موير أنه أتم من الأعمال ما يدهش العقول. وأوضح كارليل أنه لو لم يكن صادقا لما استطاع دينه أن يعطي هذه الحضارة كلها. وهتف توليستوي قائلا: أنا واحد من المبهورين بهذا النبي الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات علي يديه. وردد المعني ذاته كارل بروكمان بقوله: أرسله الله إلي العالم أجمع, ليصحح مسيرة الرسالات التي سبقته.