حوادث اغتصاب مريعة في المستشفيات والمدارس والشوارع وابتزاز واستغلال للنساء في أغراض محرمة شرعا ومجرمة قانونا, وجرائم قتل وثأر وبلطجة وسطو مسلح وجرائم قتل عائلية داخل الأسرة الواحدة فهذا رجل قتل زوجته لخيانتها, وهذه قتلت عريسها بالاتفاق مع عشيقها, ولم تصبر حتي ينقضي شهر العسل, وذاك قتل أختيه لسوء سلوكهما بقذفهما من الدور الرابع الواحدة تلو الأخري, ليعالج الجريمة بجريمة, وهذه قتلت فلذة كبدها إرضاء لزوجها الجديد الذي تزوجها بعد طلاقها من زوجها الأول, وذلك أب تجرد من إنسانيته وقتل ابنه وأصاب الآخر بضربات الفأس ليس لشيء إلا لخلافاته مع زوجته.ولكن هناك جرائم أخري ضد الغير للحصول علي الأموال, كالعروسين اللذين قتلا المأذون وكأنهما يعاقبانه علي الجريمة التي ارتكبها في حق الإنسانية, من أجل سرقة ألف جنيه أنفقاها في شراء ملابس جديدة, لم يكن هذا سوي بعض من حصاد صفحات الحوادث بالأهرام خلال3 أيام فقط. وكل جريمة من هذه الجرائم تحتاج الي كتائب من الباحثين الاجتماعيين, والمحللين الاقتصاديين ولفيف من علماء الدين, ليشرحوا ويحللوا بشيء من التفصيل كل حالة منها علي حدة, للوقوف علي الأسباب والبواعث التي أدت إليها, ويضعوا أيديهم علي موضع الخلل في مجتمعنا الذي نعيش فيه ونصعق كل يوم بحوادث مفجعة كل حادثة تنسي ماقبلها, دون أن نتوقف أمامها بالفحص أو الدرس حتي أصبحت شيئا عاديا لايؤثر فينا ولايهزنا, وكأننا أصابتنا البلادة واللامبالاة, إلي حد أن أصبح اليوم الذي يمر دون أن نطالع مثل هذه الحوادث, يعتبر, في حد ذاته حادثا جللا يستحق السؤال, ماذا جري في الدنيا؟ والمتأمل لهذه الحوادث سيجد أكثرها لا علاقة لها بالانفلات الأمني ولا بالخلفيات السياسية فهي حوادث اجتماعية بحتة تحدث في كل زمان ومكان, ولكن الشيء المزعج هو كثافة هذه الحوادث وحدوثها في وقت قياسي مع جسامتها وخطورتها علي الأمن والسلم الاجتماعي, وتكمن خطورتها الكبري في أن كل من يطالع هذه الحوادث يفقد الشعور بالأمان علي نفسه وعلي أبنائه, وعلي كل من يهمه أمرهم, فهل من دراسة تضع حلولا عملية للحد من مثل هذه الحوادث وتعيد إلينا الأمان المفقود؟!