انتظارا لما سيحمله إلينا قادم الأيام ' وتحديدا يوم الجمعة المقبل 'سواء كان احتفالا بالذكرى الثانية للثورة كما يريده " الأهل والأحباء والعشيرة " ' أو غضبHمن جانب بقية القوى السياسية اعتراضا على ما لم يتحقق من أهداف ثورة كانت تأمل فى أن تجعل " العيش والحرية والعدالة الاجتماعية " متاحا لكل أبناء الوطن ' فإن مصر ستظل تحبس أنفاسها إلى أن يمر ذلك اليوم وما يليه دون أن يسوده أى نوع من العنف .. و دون أن تنسخ حروف " الجرافيتى " اسم شاب آخر على جدران مبنى فى أى ميدان أو دون أن يصعد آخرون إلى السماء " أحيا وإذا كان من حق الطرفين " المؤيد والمعارض " أن يعبر عن رؤيته وموقفه فى ذلك اليوم ' فإن من حق المجتمع والوطن أن يلتقط أنفاسه بعيدا عن استخدام العنف وهو ما يحتم عليهما - أى الطرفين – أن يجبرا " الوسطاء " على أن يمتنعوHوألا يتيحا أى فرصة لذلك " الطرف الثالث " الذى يحلو له دوما الظهور والإعلان عن نفسه من خلال "حجر " يرشق فى وجه آخر أو زجاجة "مولوتوف " تحرق مبنى أو " طلقة خرطوش " تنفجر فى رأس شاب أو " نصل سلاح أبيض " يشق صدر آخر . فى هذا الإطار يحق لجماعة الإخوان المسلمين " التحية " بعد أن أعاد إليها حكماءها الوعى وتراجعت عن مليونيتين كانت تعتزم تنظيمهما فى اليوم نفسه أمام قصر الاتحادية فى شرق القاهرة وفى ميدان " نهضة مصر " بالجيزة فى عروض متكررة " للقوة " أدمنتها ' وأبدلت بهما مليونيات للخدمة بالمحافظات ' وهو ما يلقى بكامل المسئولية على الطرف الآخر بضرورة أن يحافظ على سلمية ورقى وتحضر ونبل غضبه وهو يرى أن " الثورة " التى فجرها بصدره تتسرب من بين يديه إلى من نجح فى اختطافها منه ويسعى جاهدا إلى استردادها . نعم نتفق جميعاً على أن أيام عامين بالكامل مرت دون أن تُختم أهداف ثورة قادها شباب متحضر نبيل بخاتم " تمت بحمد الله " .. وأن ما خرجت الجماهير من أجله لم يتحقق حتى الآن .. وإذا اتفقنا على أنه يبقى الكثير من أهداف الثورة فى انتظار التحقق فإنه من المؤكد أن رشق مبنى وإحراق آخر والدعوة إلى "هدم مؤسسات الدولة " من خلال الإضراب ليس هو الطريق الصحيح لإكمال أهداف ثورة رفعت شعار "سلمية .. سلمية " ونجحت فى أن تُحدث تغييراً جذرياً فى شخصية مواطن دفعه انشغاله بالبحث عن لقمة العيش إلى الاستسلام لما كان يجرى له على مدى عهود ماضية إلا أنه أفاق فى النهاية ليجبر " بحنجرته " – على مدى 18 يوما - كل من سيسكن قصر الاتحادية أو العروبة على إشراكه فى صياغة مستقبل الوطن وعلى احترام آدميته !!. يوم الجمعة المقبل لا تدع أحدا يتحدث باسمك .. انتزع من بين يديه ما توهم أنه " توكيل " منك له .. اغضب وعبر عما يجيش فى صدرك .. تقاسم غضبك مع من يجاورك 'فالكل أصبح غاضباً .. ثُر فالجميع باتوا ثائرين ' فما يحدث أصبح أمراً لا يُحتمل .. ولكن لتبق كما كنت نبيلاً فى غضبك .. حضاريا فى ثورتك .. ولتمسك بيدك علم الوطن ليحول دون تسلل دخيل ليرشق مبنى بزجاجة مولوتوف أملا فى تشويه ملامحك !!.. أُصرخ مطالباً بتطهير ثورتك دون تصفية حسابات.. ادع للعمل ' فالإضراب بداية الصعود إلى تدمير الوطن .. ونحن أصبحنا فى أشد الحاجة للبناء لا للهدم ' وبالتأكيد فإن الطريق إليه لا يبدأ إطلاقاً بقذف الأحجار بل بترتيبها .. !!.