اقترب موعد احتفالنا بالذكري الثانية لثورة25 يناير المجيدة, وهي مناسبة عزيزة علي كل مصري حر, سالت فيها دماء طاهرة من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية, وضد كل صور الظلم والقهر والفساد. وفي نفس الوقت تتزامن معها(24 يناير) احتفالاتنا بذكري مولد خير البرية ومعلم الإنسانية وسيد ولد آدم, النبي الخاتم رسولنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم, وهي مناسبة لها كذلك في قلوب ونفوس المصريين مكانة رفيعة, نحتفي بها كل عام بتذكر أخلاقه وأدبه وسلوكه وصبره وجهاده عليه الصلاة والسلام, ونتأسي بمنهجه الرباني, وخلقه القرآني, وإنسانيته العالية ووسطيته الرائعة, وكراهيته للظلم والفساد, ورحمته بالنساء, وبره بالفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات. ولو جمعنا بين الاحتفالين العظيمين بالدعوة إلي إكرام من تحمل صابرا محتسبا عبء الفترة الماضية, وهو المواطن المصري البسيط, الذي عاني ولايزال يعاني من الظروف المعيشية القاسية, ولو استطعنا كمجتمع أن نتكاتف ونتعاون ونقف إلي جوار هؤلاء, وأن نقدم لهم بعض العون الذي يستحقونه, حتي تتحسن ظروف البلد أكثر, نكون قد حققنا إنجازا رائعا.. إنها فرصة نتأسي فيها بصاحب الذكري العطرة في إكرام البسطاء من أصحاب الحاجات وحمل الأعباء عن غير القادرين. أدعو كافة الأحزاب السياسية والجمعيات الخيرية والنقابات المهنية والعمالية ورجال الأعمال الأوفياء إلي إقامة مليونية جديدة في الميادين الكبري يوم25 يناير المقبل, تدعم الفقراء والمحتاجين, وتقدم لهم بعض حقهم علينا, سواء بطريق الدعم المالي المباشر عن طريق الجمعيات الخيرية أو الشئون الاجتماعية, أو بتقديم الدعم الغذائي مثل( حقيبة رمضان) أو الدعم الدوائي عن طريق سداد بعض متأخرات المرضي في الصيدليات, أو شراء الأدوية والأجهزة للمستشفيات.. إلخ. وهناك فرص أخري لتقديم المساعدة في شراء الملابس والأغطية خصوصا في هذا البرد القارس, أو قيام شركات المقاولات بترميم بعض البيوت المتهالكة أو إصلاح بعض الخدمات العامة التي تحتاج إلي متخصصين, أو بتقديم المساعدة في مجال إصلاح المدارس ودعم الدروس الخصوصية لأبناء الفقراء, وهناك أيضا المساعدة في تبني إنشاء المشروعات الصغيرة التي تستوعب العمالة بهدف التشغيل والتوظيف, أو إقامة مراكز التدريب المجانية لتأهيل العمالة الفنية.. إلخ. لقد سئمنا من الكلام بلا عمل, وتعبنا من الحركة في وضع الثبات, ومللنا من الآراء العقيمة التي تؤخر ولا تقدم, ولم نعد نتحمل هذا الجدل العقيم بين النخب المعزولة جماهيريا, ولا هذا الترف الفكري البائس واليائس, الذي يملأ برامج الفضائيات بعيدا عن هموم الناس.. نحن في حاجة إلي مزيد من العمل والعطاء, وتقديم الأفكار العملية الواقعية التي تؤثر إيجابيا في حياة المجتمع, والمشاركة في تبني المشروعات الميدانية التي تنقل الوطن إلي حالة الاستقرار والتنمية والنهضة. مصر أيها السادة لن تتغير إلا بسواعد أبنائها, ولن تتقدم إلا بالجهد والعرق والتضحية, ولن تتطور إلا بروح جديدة تسري بين أبنائها, ومصر بفضل الله غنية برجالها ونسائها المخلصين, وغنية بدينها وقيمها وتاريخها وحضارتها, وغنية بثرواتها الطبيعية ومواردها الذاتية, وغنية بأشقائها العرب والمسلمين الذين أثبتوا دوما أنهم نعم الأشقاء عند الشدائد, وما أجمل كل هذا الثراء, وما أروع الإنسان المصري حين يعمل ويجتهد ويبدع في ظلال الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. إنها دعوة لكل الشرفاء والمخلصين أن يكون الاحتفال بمولد الرسول صلي الله عليه وسلم هذا العام, وكذلك الاحتفال بذكري ثورة الحرية في يناير, بمزيد من العمل والعطاء وبذل الجهد من أجل شعب مصر, فلتكن مليونية جديدة تحت شعار' من أجل دعم الفقراء',' وفي ذلك فليتنافس المتنافسون'. المزيد من مقالات بدر محمد بدر