أكد د. على جمعة مفتي الديار المصرية في كلمته للأمة فى ذكرى المولد النبوي الشريف، أنه يجب علينا استخلاص الدليل والمنهج والأسوة من مولده "صلى الله عليه وسلم" لحياتنا المعاصرة حيث كان ميلاده ثورة على ظلم الجاهلية وظلامها، وكانت بعثته مبعث تغيير للعقائد الفاسدة، وكانت نبوته بداية حياة من الجهاد والعمل والتحرر من الاستبداد والاستعباد.. واضاف: ان هجرة الرسول "صلى الله عليه وسلم" من مكة الى المدينة كانت نقلة حضارية لبناء دولة المساواة والإخاء وإرساء دستور المدينة الفاضلة الحقيقية، تلك الدولة التي قامت على بسالة شباب صحابته وجسارتهم، وصمودهم.. مذكراً بمدى حاجة الأمة خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمرها إلي أن تتأسى ذكرى مولد نبي الله "صلى الله عليه وسلم"، وسيرته الكريمة، والمثابرة والتصميم لتكون سببا رئيسا لشحذ وتقوية عزيمتنا في مواجهة تحديات الحاضر، وتدفع مسيرتنا لتحقيق آمال وطموحات كل شعب مصر في مستقبل أفضل. وأضاف: لذا يجب علينا أن نتخذ من سيرته العطرة منارة لمستقبل تعمه العدالة واحترام الحقوق والحريات الإنسانية ويسوده الرخاء والتماسك، والتسلح بالوحدة والاتحاد والثقة، وهى ماضية على طريق هذه النهضة المنشودة، الأمر الذي يعمل على استكمال أركان المجتمع الحديث والمتطور، والذي يحقق مصالح وتطلعات جميع أبنائه في حاضرهم ومستقبلهم، ومواصلة وضع وتنفيذ سياسات إصلاحية طموحة نحو الديمقراطية وسيادة الوطن واستقراره واستقلال إرادته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ودعا العلماء والدعاة إلى تبني خطاب ديني جديد يتناسب وروح العصر الذي نعيش فيه متسلحا بأدوات تنشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار.. واختتم د. جمعة كلمته بالحث على المشاركة الحقيقية والمخلصة من جميع المواطنين والعمل بروح الفريق، مؤكدًا أن هذه هي الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة هذه الأمة العزيزة لاستعادة دورها على جميع المستويات الإنسانية؛ فالمستقبل الذي نسعى إليه لن يتحقق بالكلمات والشعارات والتمني.. وإنما تحققه مشاركة فاعلة جادة تدفع وتدعم مسيرة أبناء مصر إلى الإمام لتسهم مصرنا الغالية في إحداث زخم حضاري جديد يدعم مسيرة أمتنا وعالمنا الإسلامي للرقي والتحديث.