طالبت مالي فرنسا أمس بتقديم مساعدات عسكرية عاجلة بعد زيادة حدة التوتر في البلاد في أعقاب قيام المسلحين بطرد القوات الحكومية من مدينة كونا الاستراتيجية الواقعة في شمال البلاد بعد معارك عنيفة لم تشهدها البلاد منذ سيطرة الجماعات المسلحة علي شمال البلاد قبل تسعة أشهر. وقال سفير فرنسا لدي الأممالمتحدة جيرار آرو أن بلاده تلقت طلبا من حكومة مالي لتقديم مساعدة عسكرية عاجلة, مشيرا إلي أن فرنسا ستعلن ردها علي هذا الطلب اليوم. وفي الوقت نفسه, عقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة في نيويورك لبحث التطورات التي تشهدها مالي, أصدر في ختامها بيانا أعرب فيه عن قلقه البالغ حول التحركات العسكرية والهجمات التي تنفذها الجماعات المسلحة في شمال البلاد واستيلائهم علي مدينة كونا. وقال بيان مجلس الأمن:هذا التدهور الخطير للوضع يعرض استقرار مالي وسلامة أراضيها لمزيد من المخاطر ويشكل خطرا مباشرا علي السلام والأمن الدوليين. ودعا البيان إلي إسال بعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية إلي مالي بصفة عاجلة وتقديم المساعدة إلي القوات المالية للحد من الخطر الذي تشكله المنظمات الارهابية والجماعات المرتبطة بها. كما دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي إلي وضع خارطة طريق سياسية متفق عليها تتضمن إجراء مفاوضات جادة مع الأطراف المالية غير المتطرفة في الشمال. ومن المقرر أن يصل رئيس وزراء مالي ديانغو سيسيكا إلي العاصمة الجزائرية غدا علي رأس وفد وزاري رفيع المستوي لإجراء مباحثات مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال حول الوضع في شمال مالي والجهود الجارية لتسوية الأزمة بعد سيطرة الجماعات المسلحة علي المنطقة منذ شهر إبريل الماضي. وتعد مدينة كونا آخر منطقة عازلة بين المسلحين وبلدة موبتي التي تبعد نحو50كيلومترا جنوبا وهي البلدة الرئيسية التي تعتبر المدخل إلي شمال البلاد. ومن المتوقع أن يعوق تجدد القتال تحقيق تقدم في محادثات السلام التي كان مقررا ان تبدأ أمس الأول في بوركينا فاسو بين الحكومة والمسلحين والانفصاليين الطوارق, إلا أنه تم تأجيلها إلي21 يناير المقبل. وحث جبريل باسول وزير خارجية بوركينا فاسو والمفاوض الإقليمي في الأزمة جميع الأطراف علي الالتزام بضبط النفس واحترام اتفاق هدنة الذي تم توقيعه في الرابع من ديسمبر الماضي, مشيرا إلي أن هذه المعارك تشكل خطرا علي المحادثات.