حالة التعالي التي يظهر عليها كل يوم فريق جماعة الاخوان وفصائل الجماعات السلفية تتفوق في شهور قليلة علي سنوات عهد مبارك. وكانت النتيجة معلومة للجميع, فأين مبارك وعائلته وعصابته الحاكمة.. بئس العهد وبئس المصير. واقع الحال يعكس كل يوم إفتقار تلك الجماعات إلي الحنكة والذكاء السياسي, فهم لم يتعلموا أو يتدبروا فرص التأمل والمراجعة والاستفادة من دروس وعبر الأخطاء السابقة, بل علي العكس نجد تصميما وعزيمة لا تلين في انتاج نفس سياسات التغول مع أن الأمس ليس ببعيد. انظروا وتابعوا بدقة.. ماذا وكيف يتحدث عصام العريان لسان حاله يقول دوما أنا الدولة والدولة أنا, يخطئ ويرتكب هفوات قاتلة ويتوعد ويهدد فرق المعارضة والمسيحيين ولا يتدخل أحد ليعيده إلي صوابه, وعندما يجر علي الوطن ويلات وكوارث سياسية مثلما فعل مع دعوة اليهود المصريين إلي العودة تخرج علينا الرئاسة وتقول إن حديثه لا يمثل سوي نفسه مع أنه أحد مستشاري الرئيس الأوائل, وقس علي ذلك عشرات الأصوات الزاعقة يوميا. وبدوري أتساءل.. هل هذا حديث وتهديد ووعيد وشقشقات لسان تبني وطنا وتحفظ ثورة وتقنع المعارضة بدعوات الاخوان والرئيس ونائبه إلي الحوار؟. القراءة الصحيحة لمعطيات اللحظة الراهنة تدعونا إلي نصح المعارضة وخاصة جبهة الانقاذ بألا تذهب إلي الحوار, هذه الدعوة هي مجرد استدراج وكمين سياسي ينصب لكم هدفها تفتيت صلابة موقفكم وضرب وحدتكم والتقاط الصور التليفزيونية مع الرئيس وفريقه ومن ثم استغلالها في الترويج للمصريين والعالم أن المعارضة كانت مخطئة وعادت إلي جادة الصواب, وبالتالي تشويه صورتكم خاصة قبل استحقاق الانتخابات البرلمانية ويومها لن تحصلوا علي أي مكاسب, فاتفقوا وتمسكوا بلائحة شروط قاسية لهذا الحوار تضمن التزام وتنفيذ الرئيس الفوري لسيناريوهات الحل عبر ضمانات ملزمة وفي الحال, وبدون ذلك لاتنخدعوا بالدعوات للحوار وتبقي أمامكم فرص الاستعداد لمعركة52 يناير في الساحات والميادين. ولاتنسوا فريق المعارضة انكم لو خسرتم معركة52 يناير المقبل ونجح الاسلاميون فلا تلومون إلا أنفسكم لأنهم سيتسيدون ويتغولون في حكم البلاد03 أو04 عاما قادمة. المزيد من أعمدة أشرف العشري