لابد أن نعترف أن مصر الآن في كي جي وانديمقراطية ومايحدث علي ساحاتها وفي ميادينها من انقسام بين مؤيد للرئيس مرسي وآخر معارض إلا لعب عيالفي كي جي وان ديمقراطية. عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات الراحل في حوار له مع صحيفة واشنطن بوست عام2007 قال أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية وعلل ذلك بأن70% منه يعانون من الأمية الأبجدية فما بالك بالأمية السياسية؟! وأنا لست مع ماذهب إليه عمر سليمان ولكن الأنظمة السياسية التي حكمت منذ عام1952 كرست الأمية السياسية فإن لم تكن عضوا في الاتحاد الاشتراكي التنظيم السياسي الوحيد أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فلا يحق لك أن تتحدث في رأي يخالف رأي الزعيم الملهم القائد الأعلي لتنظيم الاتحاد الاشتراكي وإلا فإن مصيرك معروف يلقي بك في المعتقل وبئس المصير وهكذا سار حال الممارسة السياسية في عهدي السادات ومبارك كل منهما ابتدع تنظيما سياسيا أصبح مع الوقت ناديا لأصحاب رؤوس الأموال يجتمعون فيه لينجزوا فيه مصالحهم وصفقاتهم التجارية لا أن يتدارسوا أمور الرعية ومصالحها وهكذا فإن كل هذه الانظمة الشمولية القمعية قتلت لدي المواطنين حس الممارسة السياسية وعندما اندلعت ثورة25 يناير علي أيدي مجموعة من شباب الفيس بوك الواعي بثت في وجدان كل مصري الأمل في ممارسة ديمقراطية أولي ثمارها انتخاب رئيس جمهورية ووضع دستور جديد للبلاد يتلاءم مع حالة الحراك الثوري التي أعادت الروح للمصريين وبعثتهم من سباتهم الطويل منذ عام.1952 تتميز كي جي وان أو الخطوة الأولي في أي مشروع ديمقراطي بالتعثر وليس أدل مما حدث إبان الثورة الفرنسية فقد سالت الدماء أنهارا لمدة سبع سنوات كاملة حتي استقرت الأمور. مايحدث الآن علي الساحة السياسية لعب عيال ليس عندهم ثقافة الاختلاف والعنواني الرئيس لهذه لثقافة الاختلاف هو رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.. فلا يصح مطلقا أن يزعم كل طرف من طرفي السجال السياسي بأنه يحتكر ناصية الصواب والمخالف له لايعرف من أمره شيئا. وكل منهما متخندق في صندوق أفكاره. ليس هكذا تدار الأوطان ياسادة. السياسة فن الممكن السياسة فن إدارة الشعوب بشعرة معاوية أري أن كلا الفريقين علي خطأ لأنهم افتقدوا رقي ونبل ثقافة الاختلاف وبدلا من أن تكون المقارعة بالحجة أصبحت بقرع طبول الحرب والقتل بالسيوف والخرطوش. لا خروج من هذا المأزق إلا بإعمال ثقافة الاختلاف ونبذ الخلاف وجلوس الطرفين معا للحوار والوصول إلي كلمة سواء تنقذ هذا الشعب من اللبننة.