الشيء المفهوم أن رؤساء الدول والحكومات عادة وينبغي عليهم أن يظهروا لرجال الأعمال والمستثمرين أن دولهم ترحب بهم للاستثمار في أراضيها بما تقدمه من تسهيلات وإعفاءات ضريبية إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وماعرف عن سياساته الحكومية المنفتحة علي الاستثمار قد أضاف بعدا جديدا إلي هذه السياسات موضحا ان بلاده ترحب أيضا بمشاهير الفنانين للقدوم إلي روسيا يعيشون علي اراضيها كمواطنين روس. فقد وقع الرئيس بوتين أخيرا مرسوما بمنح الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو الجنسية الروسية, ورحب به للعيش في روسيا, وذلك بعد ان هدد ديبارديو بالتخلي عن جنسيته الفرنسية احتجاجا علي قرار الحكومة الفرنسية بزيادة الضرائب علي الاغنياء لتصل إلي75% من الدخل وبهذا القرار فإن ديبارديو سوف يدفع13% فقط من دخله كضرائب, وهي النسبة المطبقة في روسيا علي الجميع ابتداء من الملياردير الي افقر الفقراء. ويأتي قرار بوتين بموجب مادة في الدستور الروسي الذي اقر في عام1993 ويمنح للرئيس الروسي الحق في منح الجنسية أو حق اللجوء السياسي للأجانب. والواضح ان قرار بوتين غير المسبوق ليس مجرد محاولة لاغراء ممثل مشهور للحياة في روسيا, ولكنه يبدو كضربة تحت الحزام للغرب, وبرهان جديد علي ان روسيا جنة للاستثمار ورجال الأعمال بما تطبقه من نسبة ضئيلة للضريبة علي الدخل. وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت انها ستفرض ضريبة تصل إلي75% علي كل من يصل دخله إلي أكثر من مليون يورو, وهو الأمر الذي آثار غضب اثرياء فرنسا ومنهم ديبارديو الذي أعلن انه سيرحل عن فرنسا الي بلجيكا في ديسمبر الماضي, وسرعان ما أعلن بوتين انه قرر منحه جواز سفر روسي وهو ما اخذه البعض علي انه مزاح إلا أن الرئيس الروسي أكد انه جاد جدا في قراره, واشار إلي الممثل الفرنسي علي انه رجل أعمال ناجح وصديق. ولقن بوتين رئيس الوزراء الفرنسي درسا في كيفية التعامل مع الفنانين بقوله ان الفنان شخص حساس من السهل جرح شعوره منوها إلي وصف رئيس الوزراء لديبارديو بأنه بعد اعلانه انه سيرحل عن فرنسا بأنه شخص بائس, ويبدو ان ديبارديو يحظي بشعبية خاصة عند الروس, حيث تلقي قبل قرار بوتين بيوم واحد دعوة من رئيس جمهورية الشيشان يرحب فيها باستقبال ديبارديو علي أرض الشيشان. وقال متحدث باسم الحكومة الشيشانية إنه سيمنح كل الامكانات للحياة الكريمة والعمل المبدع. ويذكر ان ديبارديو كان قد زار الشيشان في وقت سابق لحضور عيد ميلاد الرئيس الشيشاني رمضان قديروف واظهر شريط فيديو للاحتفال ديبارديو وهو يهتف المجد لجروزني المجد للشيشان المجد لقديروف. ومن يومها حظي ديبارديو بصداقة حميمة مع بوتين وقديروف اللذين ردا الجميل له بمحاولة انقاذه من براثن الضرائب الفرنسية.