اليوم ونحن نجتاز في هذا الجو من عدم الثقة والانقسام أدعوكم أيها الأحباء وأدعو كل شعب مصر أن يضع المصالحة الوطنية في أولوية وصدارة العمل الوطني, إنني أرجو بل أتوسل للجميع أن لا نترك مكانا بيننا ولو صغيرا للفردية والاقصاء والكراهية وظن السوء والانتقام والعنف, بل عونا نفتح قلوبنا للحب.. حب الله وحب الوطن.. حتي نعود بمصر إلي مصر الدافئة بوحدتها الوطنية.. إلي مصر الحضارة التي أثرت العالم كله.. مصر المرحبة التي فتحت ذارعيها للعائلة المقدسة وللسيد المسيح. أحبائي يبدو لي إن قصة الميلاد بكل جوانبها المتضعة تعلمنا إن طرق الله تختلف كثيرا عن طرقنا وتفكيرنا, فبالمنطق نتوقع أن يولد المسيح مخلص البشرية والملك الأبدي في قصر عظيم. أحبائي هكذا تجسد المسيح كانسان ليجسد حب الله لنا وبهذا الحب العجيب احتضن الانسان ومنحه ما لا يستطيع العالم ان يعطيه, الخلاص والسلام الحقيقي.. والرجاء.. نعم لقد جاء المسيح بأخبار سارة مفرحه للبشرية جمعاء. لقد كانت قصة ميلاد السيد المسيح قصة لم يهتم بها أحد و قتئذ إلا أنها القصة التي أصبحت محور اهتمام البشرية.. قصة الميلاد التي قسمت تاريخ البشرية إلي قبل وبعد ميلاد المسيح. انها القصة التي مازالت تحكي حتي اليوم بل ومازالت تؤثر في حياة الكثيرين.. إنها قصة يسوع المسيح.. عمانوئيل.. الله معنا. واليوم أيها الأحباء في وسط هذا العالم المضطرب وفي وسط الاهتمامات التي تجذبنا في اتجاهات مختلفة.. وصراعات التيارات السياسية التي أصبحت مهيمنة علي فكر الجميع.. في وسط هذا كله يمكن لنا أن نصغي للصوت الهادئ الذي ربما يصدر علي هامش أحداث حياتنا المختلفة.. صوت المسيح يقول تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم وهل يمكن لنا أن نري المسيح في وسط كل أحداث حياتنا.. المسيح الذي جاء إلي عالمنا آخذا شكل جسد تواضعنا وولد كطفل ضعيف ليعين ضعفنا.. وينير ظلامنا.. ويعطي معني لحياتنا. وكما تجسد المسيح وولد في أرضنا.. وأتي إلينا بأخبار الخلاص الساره.. وجال يصنع خيرا للجميع.. علينا نحن المؤمنين بالمسيح أن نجسد أيضا حب الله للمجتمع الذي نعيش فيه ونكون أخبارا سارة لكل من حولنا, وشهادة حية لحب المسيح الذي يملأ قلوبنا. فما أحوجنا اليوم أن نستمع لقصة ميلاد المسيح من جديد وأن نعود فنرويها ونجسدها لعالم يحتاج أن يسمعها.