لا وجهة نظر له وقاض عادل بين اي طرفين متنازعين, وبعدها بدقائق يتلاشي هذا الادعاء فور رؤيتك كمشاهد إعلانا يدعوك للتحيز لوجهة نظر واحدة. هكذا كان حال الإعلام المصري الخاص في تغطيته مشروع الاستفتاء علي الدستور, فمقدمو البرامج يدعون الحيادية ويتشدقون بالمهنية فنري تمثيلا لطرف دون آخر أو تحريض المشاهد بطريقة غير مباشرة نحو التصويت بكلمة بعينها حتي أن بعض القنوات الدينية كتبت في أعلي شاشتها نعم للدستور بينما المذيعون يتغنون بالحيادية تحتها وبعد انتهاء برامج التوك شو او حتي اثناء الفواصل الاعلانية تري اعلانا ذيل أسفلة عبارة' مدفوع الاجر' يدعوك بشكل واضح ومباشر وصريح بالتصويت ب'نعم' وقول نعم للدستور عشان العجلة تدور او اعلانا آخر صريحا علي النقيض يدعوك بالدعوه ب'لا' لان الدستور هيفرق المصريين, وينتظر منك القائم علي القناة بعدها او المذيع الذي يظهر بعد الاعلان مباشرة ان تصدقه بانه محايد ومهني!! عن هذا الموضوع يحدثنا د. صفوت العالم استاذ الاعلام ويقول:ان اغلب القنوات في تغطيتها لمشروع الاستفتاء كانت احادية الجانب وكان آداؤها اقرب الي الدعائية وليس الحيادية, وكانت توجه المشاهد نحو رأي بعينه وتلاشي تماما الدور التنويري والتوعوي الذي يجب ان يقوم به الاعلام في هذا الوقت تحديدا, مما ادي الي ازدياد التذبذب لمعرفي لدي كثير من المواطنين المصريين الذين يعتمدون علي القنوات الاعلامية من اجل المعرفة, ووجد المشاهد نفسه منساقا خلف رأي القناة وما تقنعه به بما يتفق مع رؤيتها, ولكن مع كل هذا التشويش والتوجيه فان تأثير عدم حيادية القنوات لم يكن يغير كثيرا بقد ما كان التوجيه عاملا مساعدا للمشاهد في تدعيم القرار الذي اتخذه بالفعل فاغلب من كانوا ينوون التصويت بنعم اقبلوا اكثر علي مشاهدة القنوات التي تدعم وجهة نظرهم وتدعمهم بالحجج, وكذلك علي الجانب المصوت بلا, واللافت للنظر في الاداء الاعلامي في تلك الفترة كانت بين الربط العجيب بين نعم والاستقرار ولا والفوضي وكلها ارتباطات زائفة لا علاقة لها بالدستور وتلعب علي عاطفة المشاهد اكثر مما تلعب علي تنويره.