كل من يمر بشوارع القاهرة الكبري لا يحتاج لمجهود لرصد مخالفات سائقي سيارات السرفيس التي تعتبر أن الشوارع والبشر ملك لها تفعل بهما بما تريد.. فالشوارع الرئيسية تحولت إلي مواقف عشوائية تضم مئات السيارات ترتكب كل يوم آلاف المخالفات أقلها كفيل بإنسداد شرايين المرور..ومايحدث بشارعي رمسيس والجلاء وأعلي كوبري غمرة وقبل كوبري الطاهرة شاهد علي هذا فسيارات السرفيس اعتبرت أسفل الكباري ملكية خاصة لايجرؤ أحد علي طردها منها ولو بقوة القانون. البعض يعتبر ان ظاهرة انتشار المواقف العشوائية مسألة بسيطة يمكن حلها بتشديد الرقابة المرورية والجميع واهم في هذا فوسيلة المواصلات هذه تحتكر خدمة نقل الركاب بين أحياء القاهرة المختلفة حيث تنقل36% من حجم الرحلات داخل القاهرة الكبري والتي تقترب من20 مليون رحلة يومية أي أنها بحكم حجمها أصبحت صاحبة قرار في الشوارع والميادين المختلفة ولا يجرؤ أحد علي انتزاع هذه السلطة منها سوي بعد توفير البديل وزيادة نسبته في حركة نقل الركاب والذي يتمثل في أتوبيسات هيئة النقل العام والتي تقوم بنقل16% من الرحلات والأتوبيسات التابعة لجمعيات نقل الركاب والتي تقوم بنقل7% والتاكسي7% والسيارات الخاصة17% وباقي وسائل النقل2% والمترو11% أي أن سيارات السرفيس الناقل الرئيس داخل القاهرة الكبري وهي الهيئة الوحيدة التي لا يوجد لها مواقف أو محطات أو مسارات أورقابة. ولهذا تتعامل الحكومة برأفة لأنها تعرف جيدا أن توقفها عن العمل يصيب العاصمة وضواحيها بالشلل التام والسؤال الذي يتردد علي لسان الجميع لماذا تتحرك سيارات السرفيس بطول القاهرة وعرضها دون حساب؟ وماسر توقفها في المكان الذي يحلو لها وأمام رجال المرور دون رقابة وأين دور الدولة في مطاردة من يتسببون في تعطيل حركة السير؟ وضعت جميع هذه الأسئلة أمام اللواء أحمد حوالة مساعد وزير الداخلية مدير مرور الجيزة الذي أجاب قائلا: المواقف العشوائية الخاصة بسيارات السرفيس انتشرت خلال الفترة الماضية لعدم وجود مواقف انتظار رسمية فميدان الجيزة الذي يعرف بأنه أكثر الميادين ازدحاما يستقبل700 سيارة سرفيس كل ساعة ويوجد به17 خط سرفيس تخدم القادمين من جهة شمال الجيزة فقط. ويوجد بمحافظة الجيزة وحدها مايقرب من27 ألف سيارة سرفيس بالاضافة الي سيارات النقل الخاصة وجمعيات نقل الركاب. وأضاف مدير مرور الجيزة المشكلة التي تواجهنا حاليا هي انتشار سيارات نقل الركاب الخاصة التابعة لجميعات النقل فكل مجموعة كونوا شركة وقاموا بشراء أتوبيسات متهالكة وقاموا بتشغيلها داخل خطوط السير. وكثيرا ماتتعطل هذه الأتوبيسات وتتسبب في تعطيل حركة السير ويوجد داخل محافظة الجيزة الكثير من الخطوط لايوجد لديها مواقف وتضطر لاستخدام الشوارع كما يحدث حاليا في نهاية شارع الهرم فميدان الجيزة الذي تم تطويره قبل فترة كان لابد من انشاء أنفاق سيارات به لتحقيق سيولة مرورية ولكن هذا لم يحدث. ضبط ايقاع الشارع والسيطرة علي سيارات السرفيس هل أصبح شيئا مستحيلا ؟ أجاب اللواء أحمدد حوالة: المرور يبدأ دوره من حيث ينتهي دور الآخرين فالجميع يحمل المرور المسئولية ونحن نقوم بواجبنا علي أكمل وجه فكل يوم يقوم رجال المرور بحملات علي سائقي سيارات السرفيس ونلعب معهم لعبة القط والفأر ونقوم بضبط المخالفين ولا تمر دقائق حتي تتجمع باقي السيارات للمطالبة برحيل زملائهم ويهددون بالاضراب عن العمل وأمام هذه التهديدات وعدم وجود البديل نضطر لتنفيذ مطالبهم.وأضاف: مشكلة سيارات السرفيس مستعصية والمرور غير مسئول عنها فدوره التنظيم فقط وخبراء الطرق لديهم الحل. والقانون غير رادع وعلي الحكومة تشجيع الاستثمار في النقل واعفاء اصحاب شركات النقل الجماعي التي تستورد أتوبيسات من الخارج من الجمارك وبدون الاستثمار في النقل لن يتم حل مشكلة سيارات السرفيس للأبد. وعن تحرير المخالفات لسيارات السرفيس المخالفة قال حواله: لايوجد أي تخاذل من رجال المرور في تحرير المخالفات والاحصائيات تؤكد ان نسبة تحرير المخالفات هذا العام مرتفعة عن الأعوام السابقة. تقوية قبضة رجال المرور. الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة اعتبر أن تقوية قبضة رجال المرور في الشوارع ضد السيارات المخالفة والعشوائية ووجود جهاز نقل جماعي قوي يحل مشكلة فوضي سيارات السرفيس ودور المحافظة هو توفير مواقف رسمية لهؤلاء حتي نتخلص من الفوضي التي يتسببون فيها داخل الشوارع.أضاف لابد من توفير وجود أمني قوي داخل الميادين والشوارع وتطبيق المخالفات كما ينص القانون علي المخالفين فالحكومة تجامل الراكب بدفعه أجرة متواضعة وتجامل صاحب السيارات بالسماح له بالعمل بسيارة متهالكة ويجب ان يتوقف كل هذا وتقدم خدمة متميزة للراكب بأجر مقبول ورقابة صارمة من جهاز النقل الجماعي التابع للمحافظة ويوجد داخل محافظة الجيزة6 شركات تمتلك عددا من الأتوبيسات تقدم خدمة سيئة ولن نجدد لهم الترخيص وسيتم السماح لشركات اخري بالعمل ولكن بشرط وجود أتوبيسات جديدة. وعن دور المحافظة في توفير مواقف رسمية لسيارات السرفيس. قال الدكتور علي عبدالرحمن: نحاول ان نقوم بهذه المهمة وخلال الفترة المقبلة سيتم انشاء موقف مجمع في نهاية شارع الهرم للقضاء علي المواقف العشوائية, وسوف يتراجع الطلب علي سيارات السرفيس مع انشاء الخط الثالث والرابع لمترو الأنفاق والذي بدأ نزع الملكية لتنفيذ المشروع الذي يصل إلي مشارف مدينة السادس من أكتوبر. 150 ألف سيارة سرفيس الدكتور أسامة عقيل أستاذ هندسة الطرق والمرور بكلية الهندسة بجامعة عين شمس يري أن الحل في تفكيك إمبراطورية السرفيس طرح أتوبيسات للنقل الجماعي للخطوط التي يوجد عليها زحام من المواطنين وأن تكون أسعارها منافسة للسرفيس وتقدم خدمة جيدة. ووضع قيود علي أصحاب السيارات من أجل توفيق اوضاعه والتهديد بوقف نشاطه وطرح نقل الركاب علي شركات خاصة باشتراطات معنية ومن بينها مستوي الخدمة وعدد الأتوبيسات أضاف عقيل انه يوجد بالقاهرة الكبري150 ألف سيارة سرفيس من الصعب ملاحقتها ضريبيا ولاتوجد دولة في العالم تقدم فيها خدمة نقل الركاب بشكل فردي والبنك الدولي أكد قبل ذلك انه لابد من توقف الادارة الفردية في نقل الركاب وانشاء شركات جماعية ولكن للآسف لايوجد من ينفذ هذه النصائح. وأصحاب سيارات السرفيس يتحايلون علي القانون حيث ان محافظة القاهرة أوقفت التراخيص لسيارات جديدة منذ4 سنوات ويتحايلون علي هذا باستخراج تراخيص من محافظة القليوبية التي تسمح بالترخيص ويقومون بتشغيلها بالقاهرة. وعن نسبة إعاقة سيارات السرفيس للمرور شدد عقيل انه لاتوجد دراسة توضح هذا ولكنهم أحد الاسباب الرئيسية في تعطيل المرور للأسباب الآتية: المواقف العشوائية والتوقف المفاجئ بنهر الطريق وعدم وجود محطات وخطوط سير محددة فأصحاب وسائقو هذه السيارات يعتبرون أنفسهم أقوي من الحكومة بسبب ضعف المواجهة ولابد ان تتبع معهم الحكومة سياسة الخطوة خطوة من أجل تهميش دورهم. ولابد من حل مشكلة المرور او لا فهي سابقة علي مشكلة السرفيس فالمشكلة المرورية تخلق زحام ومع الزحام يصعب تحقيق الانضباط وللآسف لاتوجد نوايا صادقة لحل هذه المشكلة التي ستنتهي مع شراء ألف أتوبيس جديد بقيمة مليار جنيه فوجود ألف أتوبيس يغني عن وجود200 ألف سيارة في شوارع القاهرة. ضحايا الحكومة علي الجانب الآخر يحمل سائقو وأصحاب سيارات السرفيس المسئولية للحكومة كما يقول محمدعادل سائق فأنا أعمل بهذه المهنة منذ15 عاما وأحمل مؤهل متوسط ومنذ سنوات نطالب الحكومة بانشاء مواقف رسمية والالتزام بخطوط السير ولكن للأسف لم تستجب لنا ونضطر لاستخدام الشوارع كمواقف بديلة فنحن نعاني مثل غيرنا من الدخلاء علي المهنة فكل من يمتلك عدة آلاف من الجنيهات قام بشراء سيارة ويعمل بها علي الخط الذي يريده دون وجود رقابة. وأضاف سائق السيارة ان الحكومة تساوي بين من يدفع الضرائب والتأمين ومن لايدفع وهذا شجع علي زيادة عدد السيارات في الشوارع والمواقف ولابد من استمرار وجودنا في الشوارع فالحكومة لاتوجد لديها امكانات لتغطية جميع الخطوط وعن المخالفات التي يرتكبها السائقون قال: الراكب هو الذي يدفعنا للوقوف في نهر الطريق لانه لاتوجد محطات ثابتة كما أن اتوبيسات الحكومة ترتكب نفس المخالفة والسيارات الخاصة فلماذا يحملنا الجميع مسئولية تعطيل حركة المرور؟!