كنت قد أخذت على نفسي عهدا (وليس قسما) ألا أقحم نفسي ورأيي في الأحداث الجارية، لما أصابني من أمراض في الفترة الأخيرة نتيجة ما يحدث في مصر، وكله وفقا لما وصفه الطبيبين اللذين قمت بزيارتهما أن ما أصابني نتيجة توتر شديد وضغط على الأعصاب، ولا أعتقد أن ما أمر به يخلو منه أي بيت في مصر أو أي إنسان طبيعي لديه حس وطني يعيش على أرض هذه البقعة الطاهرة من العالم.. وإن كنت سأتوقف عند هذا القدر من هذه المقدمة الطويلة لندخل في صلب الموضوع. والموضوع هو ماذا بعد الاستفتاء؟ مما لاشك فيه، أن مصر تعيش حالة من الانقسام الآن تصل لدرجة الغليان، فإذا نظرنا لكل أسرة مصرية، سنجد فيها منقسمين داخل البيت الواحد، وحتى لا أذهب بعيدا، فحينما أتناقش أنا ووالدتي نصل لدرجة في الحديث لحد الفوران، نتيجة السياسة والأوضاع الساخنة التي نمر بها الآن.. فما بالكم بما يحدث على صعيد الكبار (الذين من المفترض أن يكونوا كذلك) في هذا الوطن. الآن، وبعد أن أظهرت نتيجة الاستفتاء الانقسام الواضح بين كتلتي المعارضة بمؤيديها، والكتلة الحاكمة بمؤيديها، أنهما منقسمين إلى حد كبير والاستدلال على ذلك يرجع لنسب وأرقام الاستفتاء، فلابد أن يكون هناك حلا وسطا يرضي جميع الأطراف، وإلا هلكت مصر، لا قدر الله. الآن، وبعد نتيجة الاستفتاء، سواء جاءت النتيجة ب "لا" أو ب"نعم"، وليعلم من يعلم أن من صوت ب"لا" ليس بقلة بل قرابة نصف المجتمع، ولا يستهان بهم، المهم أن يوجد المخرج للأزمة، والعبور بمصر من هذه المرحلة أهم من أي شيء أخر. مع الأسف، نحن نعيش في عصر نفتقر فيه لوجود شخص بحجم الناصر صلاح الدين أو الزعيم الراحل السادات، أو أردوغان أو حتى الشيخ حسن نصر الله من لبنان، لديه من الدهاء السياسي والحنكة ما يستطيع أن يأخذ به مصر لبر الأمان، لكن مازال الأمل يحدوني حتى هذه اللحظة في أن تتدبل وتنصلح الأحوال.. على جميع القوى السياسية أن تجلس على الطاولة، منحين المشاعر أي كانت ضغينة أو كراهية جانبا، (فالسياسة لا تعرف المشاعر) وعليهم أن يتجاذبوا أطراف الحديث معا، واضعين مصلحة مصر فوق مصالحهم الشخصية وفوق الجميع. مصر مقبلة على نفق مظلم كما قلنا مرارا وتكرار من خلال هذا المنبر، والاقتصاد دخل في مراحله الخطرة، لدرجة تطلبت أن يذهب الدكتور فاروق العقدة، رئيس البنك المركزي بنفسه للرئيس ليبلغه يوم الجمعة قبل الماضية بخطورة الأمر. مع الأسف، على الجميع الانتباه أن الخطر يحدق بنا جميعا، وأن المركب إذا غرق سيغرق بنا جميعا، وفي النهاية، انتبهوا أيها السادة فمصر أمانة في أيديكم وسيحاسبكم الله جميعا يوم القيامة على ما اقترفتم من ذنب في حقها، وعليكم أن تعلموا أن مصر الآن في خطر. كلمة أخيرة أتوجه بها لسيادة الرئيس مرسي، أتمنى من الله، أن يدعو الرئيس إلى تأجيل انتخابات مجلس الشعب ليتثنى للجميع الحوار ويتم التوافق الوطني، حتى لا تحدث كارثة لا يحمد عقباها. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن