انفض السامر, كسب فيه من كسب, وخسر فيه من خسر, لكن بالعقل والحكمة سيكون الوطن وحده هو الكاسب الأول والأوحد اذا ما حسنت النيات, وخلصت الضمائر. اليوم لدي مصر دستور رضيت عنه الأغلبية برغم ما شاب عملية الاستفتاء من ملاحظات, وبرغم اعتراض البعض علي بعض المواد, وبرغم رأيي الشخصي علي القضية, برمتها, فإن الساعة قد أزفت والوقت قد حان, ليبدأ الحوار المنطقي والعقلاني الذي يجمع كل الفرقاء ولا يبعدهم, ولتستفيد الأغلبية من رأي المنافس لها, ولنجمع كل الملاحظات والآراء ونعيد مناقشتها بالدافع الوطني وحده حتي نصل للصيغة الأخيرة التي يرتضيها الجميع. آن الأوان لتستقر مصر, وتبدأ صفحة جديدة يجني فيها الجميع ثمار الثورة, التي قامت لتعيد الخير والتسامح والنهضة والتقدم والسلام الاجتماعي للجميع دون إقصاء لأحد, أو عداوة مع آخر, وبعيدا عن العشيرة والقبيلة والحزبية والشللية, وسداد الفاتورة علي حساب الوطن. آن الأوان لنبدأ العمل الجاد المثمر والبناء الذي يبني ولا يهدم, يحول المعدمين إلي قادرين, والمحتاجين إلي مكتفين, ولن يحدث ذلك إلا اذا تفرغنا للبناء, وإعادة تقويم الاقتصاد, وتحديد خريطة طريق عملية يوافق عليها كل شركاء الوطن لتصل مصر الي بر الأمان في كل نواحي الحياة. فليست مصر الدولة التي تحتاج إلي الأشقاء فلا تجدهم, وليست الدولة التي تمتلك كل مقومات الثروة ومع ذلك تترك أرضها لينهبها الغير, وثرواتها ليستفيد منها الذين لا يستحقون, فمصر أولي بخيرها ومقدراتها, وشعبها قادر علي العطاء دوما حين يجد القدوة الصادقة. وليتذكر الجميع أن مصر هي الأرض التي هبط علي أرضها الرسل والأنبياء والرسالات, والتي ذكرها القرآن الكريم من الدول, وتحدث عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم, فأنصف أهلها وجندها.. مصر هذه لن تنهار, أو تركع, أو تجوع, وسيظل علمها خفاقا الي يوم الدين, فهي البلد الذي يعيش أهله في رباط إلي يوم القيامة, كل المطلوب هو إخلاص أولي الأمر بعيدا عن الشعارات, والصفوة بعيدا عن الخداع.. وليقم كل منا بعمله فقط! المزيد من أعمدة سعيد حلوي