ظاهرة جمهور الأهلي تقتضي منا دراسة عميقة سوف تجيب بالقطع علي أسئلة كثيرة عن الانتماء والولاء والحب والإخلاص والطاعة, بل والانصياع أحيانا.. والذين شاهدوا كمثلي تكدس هذه الجماهير وهتافاتها في المدرجات وتابعوا مداخلاتهم ومثابراتهم في الفضائيات يستطيعون أن يدركوا كل هذه المظاهر التي تؤكد ان هذه الجماهير مختلفة نوعا ما في مشاعرها وولائها وإخلاصها وتفانيها تجاه ناديها عن معظم فئات الشعب تجاه وطنهم الكبير, والسؤال الذي يجدر طرحه هو لماذا؟. لماذا تتحمل هذه الجماهير الغفيرة في حب وعن طيب خاطر و( دون انتظار أي مقابل) مشقة الذهاب ولو لآلاف الأميال لمؤازرة فريقها ومشاهدته وهو يلعب وينتصر ويحقق اهدافه الواحد تلك الآخر ولماذا لاتتخلي هذه الجماهير عن فريقها ولاتنصرف عنه تحت شعار وأنا مالي عندما يعاني من كبوة أو يهدده فشل ما؟.ولماذا تثق هذه الجماهير تمام الثقة في مسئولي النادي وسياساته وحسن إدارته وتصبر عليه في أوقات الشدة؟ ولماذا كل هذا الحب الحقيقي العميق للفريق والمدرب وإدارة النادي؟ ولماذا كل هذا الحرص من الجماهير علي المبادئ والمثل والقيم التي يسير عليها النادي؟ ولماذا تهب للدفاع عن فريقها في الفضائيات والصحف ولاتكل في ايجابية عن المطالبة بما تراه في مصلحة ناديهم العريق؟ ولماذا هبت غالبية هذه الجماهير لتعلن عدم موافقتها عن عودة هذا اللاعب أو ذاك بعد ان تخلي عن ناديه وتؤكد ضرورة الالتزام بالمبادئ والقيم التي حرص عليها النادي منذ نشأته؟ ولماذا تصر هذه الجماهير علي التعبير عن تأييدهم للمدرب الوطني واستمراره حرصا منها علي مصلحة النادي؟ ولماذا تحرص غالبية هذه الجماهير علي ان تحفظ عن ظهر قلب تاريخ ناديها العريق وتفاصيل مبارياته, وسلوكيات ومواقف المئات من لاعبيه وإدارييه عبر تاريخه العريق؟ لماذا تفعل هذه الجماهير كل ذلك وهي تعلم أنها لن تحقق من ورائه مكسبا فرديا أو مقابلا ماديا أو وظيفة أميرية؟ مئات اللماذات التي لهابالقطع ما يعادلها من الأجوبة والتي يمكن ان تثير العديد الآخر من التساؤلات, فهل السر يكمن في الانتصارات المتتالية لهذا النادي, والتي يجذب بها إليه جماهير اكثر؟ هل السبب هو القدوة الحسنة وحسن الإدارة والتمسك بالمبادئ والقيم والعدل والمساواة؟ هل السبب هو التصدي الحازم لأي تسيب أو دلع أو ربما فساد؟ هل السبب هو عدم مراعاة أي خواطر أو مجاملات أو صلات أو محسوبيات قد تخل باختيار اللاعب( أو القائد) الصحيح للمكان الصحيح في الوقت المناسب؟ هل السبب هو الإدارة الحكيمة المتزنة التي توكل بالمسئولية لمن يستحقها, ثم تتركه يعمل دون تدخل أو فرض سيطرة من أي جهة؟ هل السبب هو البعد عن المهاترات والتنزه عن الصغائر والمصالح الشخصية وتحقيق المنافع الذاتية؟ هل السبب هو وعي هذه الجماهير وحسن اختيار ممثليها لهذه الإدارة عبر انتخاب ديمقراطي حر, ام ان السبب هو اعتراف هذه الإدارة بالعلم واستخدامه في كل سياساتها وإدارة شئونها الفنية والتسويقية والإعلامية وغيرها؟ كم أتمني أن نجد أجوبة لكل هذه الأسئلة ثم نضيف إليها السؤال وكيف؟ وكم كنت أتمني لو أنني استبدلت كلمة النادي أو كلمة الفريق في الأسطر السابقة بكلمة الوطن ولو أننا فعلنا لكان فريقنا وطننا الآن يحقق النجاح تلو النجاح ويتصدر الموقع الذي يستحقه, ويكتسب به حب وولاء وطاعة وإخلاص وتفاني جماهيره أقصد مواطنيه. وماذلك علي الله ببعيد. د. علاء الدين القوصي الأستاذ بجامعة أسيو