هذه التجربة هي النموذج الذي نتمني تكراره في كافة القطاعات البحثية بمصر حيث ابتكر فريق بحثي بمعهد بحوث البترول مركبا كيميائيا صديقا للبيئة للتخلص الآمن من إحدي الملوثات السامة عند استخراج البترول, كما أنه أفضل وأقل تكلفة من المنتج المستورد. وكما يوضح الدكتور أحمد الصباغ مدير المعهد ورئيس الفريق البحثي فإنه يصاحب عمليات استخراج البترول انبعاث غاز كبريتيد الهيدروجين وهو غاز سام وضار علي البيئة والصحة العامة, كما أنه يسبب مشاكل فنية كثيرة أثناء عملية الاستخراج, مثل تآكل الأجهزة والمعدات الخاصة بعمليات الحفر, وكذلك أنابيب النقل والمنشآت البترولية ذاتها. ومن هنا تتأتي حتمية وضرورة إزالة هذا الغاز الخطير من الزيت الخام. وقد كانت هذه العملية تتم في السابق باستخدام مركبات مستوردة باهظة التكاليف, ووجد من خلال الأبحاث أنها أيضا ضارة بصحة العاملين حيث إن استنشاقه يصيب الجهاز التنفسي بأضرار والتهابات مدمرة علاوة علي التأثير السلبي لتلك المركبات علي البيئة. ويضيف الدكتور صلاح الدين خليل رئيس مركز تطوير الكيماويات بالمعهد أنهم قاموا بتحضير المركب المحلي وإجراء كافة الاختبارات والتحاليل اللازمة له ليطابق المواصفات القياسية العالمية, ويتوافق مع التشريعات البيئية الدولية. كما تم تجريبه بشركات البترول, ودلت النتائج والتقارير الفنية علي كفاءته في التخلص من غاز كبريتيد الهيدروجين مقارنة بالمنتج المستورد, الأمر الذي شجع المعهد لتسجيل المركب كبراءة اختراع وإنتاجه لتلبية احتياجات شركات البترول علي هذا المركب والذي يقدر بنصف سعر المنتج المستورد. ومن ناحية العائد الاقتصادي, فإن كثيرا من الشركات المنتجة للبترول في مصر تستخدم اليوم ذلك المنتج الخاص بمعهد بحوث البترول. كما أن هذا المنتج عاد علي المعهد بدخل يقدر بحوالي30 مليون جنيه تم ضخها لتطوير ودعم البحوث العلمية والمشروعات وتطوير المنتجات الحالية بمركز بحوث البترول.