بلد واحد سينضم للاتحاد الأوروبي في العام المقبل.. هو كرواتيا هكذا أعلن المفوض الأوروبي المكلف بشئون توسيع الاتحاد الأوروبي ستيفان فولي فور توقيع معاهدة منح العضوية الرسمية الكاملة لأول مرة منذ أربع سنوات لكرواتيا لتصبح العضو رقم28 في مجموعة بروكسل اعتبارا من يوليو.2013 فقد استطاعت كرواتيا منذ يومين بعد6 سنوات علي طاولة المفاوضات في بروكسل أن تحصل علي الضوء الأخضر وتنضم للمجموعة الأوروبية بعد أن أكملت الشروط الإصلاحية التي تؤهلها لأن تكون دولة أوروبية اقتصاديا وسياسيا وديمقراطيا وبعد أن تم اجتياز تنفيذ الشروط بالمواعيد الدقيقة. وعن أسباب موافقة الاتحاد الأوروبي علي تفضيل كرواتيا عن غيرها من البلدان التي تجلس علي طاولة المفاوضات بشأن العضوية علي مدار سنوات, فقد نجحت كرواتيا أخيرا في إثبات تفوقها وتقدمها في تحقيق إصلاحات جذرية في الاقتصاد أولا وكافة الأنظمة والقوانين التي حددها الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلي نجاحها في ان تستأصل الفساد والجريمة من المجتمع الكرواتي. فقد وافقت دول الاتحاد ال27 بالإجماع علي انضمام كرواتيا وصوت البرلمان الأوروبي لصالح انضمام كرواتيا بأغلبية564 صوتا مقابل70 صوتا بسبب التقدم الاقتصادي الملحوظ الذي حققته كرواتيا. فمنذ أن بدأت مفاوضات انضمام كرواتيا للمجموعة الأوروبية بدأ الاقتصاد الكرواتي في الانتعاش. ومع أنه يتقدم ببطء إلا أنه يسير وفق خطوات ثابته ومستقرة حتي بلغت نسبة إجمالي نموالناتج المحلي بين4% و6% نتيجة لانتعاش السياحة والائتمان. وبقي معدل التضخم خلال فترة المفاوضات مقبولا كما بقي سعر صرف العملة ثابتا. وتعاونت الحكومة الكرواتية كليا مع المحكمة الدولية بشأن جرائم الحرب وحاكمت ومازالت تحاكم مجرمي الحرب. وعلي مستوي الإصلاحات القضائية, طالب الاتحاد الأوروبي كرواتيا بالتعامل بفعالية أكبر مع قضايا الفساد الكبري ومعالجة مجموعة من قضايا المحاكم التي لم يبت فيها بعد وهو بالفعل ما التزمت به كرواتيا, وخير مثال علي ذلك هو محاكمة رئيس الحكومة السابق ايفو ساناديرالمتهم بالفساد الإداري والرشوة. انضمام كرواتيا إلي الاتحاد الأوروبي هو بداية لمستقبل جديد لبلد مؤثر من بلدان البلقان, فهو ليس فقط انجاز تاريخي يلوح بمستقبل مشرق بل يمثل نقطة تحول علي طريقها نحو الديمقراطية والاستقرار الاقتصادي. حيث أن انضمام أي بلد للاتحاد الأوروبي لايعني فقط أن هذا البلد يحظي باستقرار اقتصادي وسياسي فحسب, بل إنه يلوح بانفتاح اقتصادي أكثر لها لأن السوق المشتركة ستتوسع أكثر وهو ما يوجد الكثير من النشاطات في التبادلات الاقتصادية بين البلد المنضم والاتحاد. كما سيتوسع الاستثمار في مختلف المشاريع بين مؤسسات الدولة المنضمة والاتحاد وهو ما سيخلق فرص عمل جديدة من شأنها ان تدفع بعجلة النمو. وفي يوليو المقبل تكون كرواتيا هي الدولة الثانية بعد سلوفينيا من جمهوريات يوغسلافيا السابقة التي نجحت في الانضمام للاتحاد الاوروبي. وانضمام كرواتيا سيشجع دول يوغسلافيا السابقة الأخري مثل البوسنة والهرسك وصربيا ومقدونيا والجبل الاسود لتقوم بواجباتها وتسرع وتيرة المفاوضات لتصبح هي الأخري عضوا في الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر بمثابة الخيار الافضل لشعوب المنطقة لتعيش في أمن واستقرار وتطور شامل.