ينتظر ان يؤيد الكروات انضمام بلدهم الى الاتحاد الاوروبي في الاستفتاء الذي ينظم الاحد رغم التردد الذي غذته ازمة منطقة اليورو، بما سيتيح لكرواتيا ان تصبح في 2013 الدولة العضو ال28 في الكتلة الاوروبية. والسبت عشية هذا الاقتراع الهام انضمت وزيرة خارجية كرواتيا فيسنا بوزيك الى تجمع مؤيد للاتحاد الاوروبي في وسط زغرب. وسعت الى التقليل من اهمية بعض التوقعات غير الواقعية مؤكدة ان "الاتحاد الاوروبي لن يحل بالتاكيد كل مشاكلنا". لكن في المقابل يعود للحكومة الكرواتية "التوصل الى حلول لتجاوز هذا الوضع الاقتصادي الصعب". كما تظاهرت مجموعة صغيرة من معارضي التوجه الاوروبي في وسط المدينة رافعين يافطات كتب عليها "يمكننا تدبر امرنا لوحدنا" و "لا للاتحاد الاوروبي". وتم توقيف خمسة منهم من قبل الشرطة حين حاولوا انزال علم الاتحاد الاوروبي المرفوع في الساحة المركزية. وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى ان يفوز الداعون الى "نعم" -- حيث يكفي ان يحصلوا على اغلبية تتراوح بين 55 و60 بالمئة من الاصوات -- في حين تقدر نسبة الرافضين بنحو 30 بالمئة. وطوال فترة الحملة التي تزامنت مع ظرف سيء للداعين للانضمام، وجه المسؤولون السياسيون نداءات ملحة للناخبين للتصويت ب "نعم". وقال الرئيس الكرواتي ايفو جوزيبوفيتش الجمعة في خطاب وجهه الى الامة "ستتخذون واحدا من اهم القرارات في تاريخ كرواتيا". واضاف "قولوا نعم لكرواتيا قولوا نعم لاوروبا". كما انضمت الكنيسة الكاثوليكية النافذة والبرلمان الى مؤيدي انضمام كرواتيا للاتحاد الاوروبي. واشارت صحيفة جوتارنجي ليست السبت الى ان الاندماج في الاتحاد الاوروبي سيؤشر الى فصل كرواتيا عن باقي البلقان الغربي الذي كان مسرحا لحروب دامية لدى انهيار يوغوسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي وما زال يعتبر منطقة غير مستقرة. وقالت الصحيفة "من البديهي ان المناطق الواقعة شرق الحدود الكرواتية ستصبح سريعا اهدأ وكثر امنا واستقرارا" مشيرة بالخصوص الى كوسوفو والبوسنة. واضافت "ان دخول كرواتيا الاتحاد الاوروبي يعني الدخول الى منطقة سلام دائم واستقرار". واعلنت كرواتيا المنبثقة عن جمهورية يوغوسلافيا السابقة استقلالها سنة 1991 في خطوة تلتها حرب دامت اربع سنوات ضد المتمردين الصرب اوقعت 20 الف قتيل. وتراجع تاييد الانضمام الى اوروبا الذي كان نسبته 80 بالمئة حسب استطلاعات 2003، خلال عملية التفاوض (2005-2011) بسبب المعايير الصلبة التي فرضتها بروكسل وكانت صرامتها تعتبر احيانا "ابتزازا" وخصوصا بسبب الازمة الاقتصادية التي تعصف بالاتحاد الاوروبي. وفي الوقت الذي تشهد فيه كرواتيا ايضا ازمة حادة مع نسبة بطالة 17,9 بالمئة، يقول المؤيدون للانضمام انهم يريدون فوز "نعم" برغماتي. وتساءلت المستثمرة نادا ديورنيتش "الامر ليس مثاليا لكن ما البديل المقترح علينا". من جانبهم حذر معارضو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي من "فقدان السيادة والهوية الوطنية". وقال درازن كيلمينيتش زعيم حزب قومي متطرف صغير "لا يجب ان نسمح للاجانب بادارة كرواتيا وفرض قوانين علينا". واذا فاز "النعم" فسيتعين على كرواتيا ان تنتظر ايضا ان تصادق على انضمامها كل الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي قبل ان تصبح رسميا عضوا في الاول من تموز/يوليو 2013. وبعد سلوفينيا في 2004 ستكون كرواتيا ثاني دولة من الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة الست تنضم الى الاتحاد الاوروبي، الامر المتاح لمجمل دول البلقان الغربي,