الانتاج الصناعي المتنوع في الاسكندرية يمثل 24 % من الانتاج الاجتماعي المصري لكونها تضم سبع مناطق صناعية تبلغ استثماراتها نحو56 مليار جنيه ومن أشهرها وأكبرها مدن برج العرب الصناعية والعامرية ومرغم والنهضة والمنشية الجديدة. وقد رصدت التقارير الاقتصادية تراجع نمو الأنشطة الصناعية والمشروعات الاستثمارية, تدني الخدمات والمرافق والطرق والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتضارب قرارات المسئولين وتراجع الصادرات وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي وغيرها من المقومات التي أدت إلي هروب العديد من الاستثمارات العربية والأجنبية وتوقف عدد كبير من خطوط الانتاج. ففي مدينة برج العرب الصناعية التي تحتوي علي1320 مصنعا وشركة متنوعة المنتجات بالاضافة إلي أكثر من 85 منشأة صناعية صغيرة ومتوسطة يعمل بها ما يقرب من 170 ألفا من العمالة الدائمة والمؤقتة.. كشف تقرير صادر عن الادارة العقارية بجهاز تعمير وتنمية المدينة عن هروب الشركات الكبري بعد تخصيص الأراضي الصناعية والعقارية لها في ظل النظام السابق, حيث تم تخصيص9 ملايين متر مربع بمنطقة المطورين لمجموعة شركات قطرية لانشاء مشروعات متنوعة المنتجات في الأغذية والنسيج والبتروكيماويات باستثمارات 12 مليار جنيه توفر نحو 15 ألف فرصة عمل, وكذلك تخصيص مساحات كبيرة لشركات روسية لانشاء مصانع متخصصة في المعدات الثقيلة وقطع غيار القطارات والطائرات والسيارات علي مساحة 100 فدان, وتخصيص 360 فدانا لشركة كويتية لانشاء 15 ألف وحدة سكنية تساهم في توطين العاملين بالمصانع بالمدينة, ولكن هذه الشركات وغيرها اعتذرت عن الاستثمار وسحب مشروعاتها نظرا للانفلات الأمني وتضارب قرارات المسئولين وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. يقول المهندس محمد فرج عامر رئيس جمعية المستثمرين بمدينة برج العرب الصناعية ومن أكبر رجال الصناعات الغذائية بالشرق الأوسط, أن المدينة تعاني كارثة كبري خلال الفترة الأخيرة التي شهدت إغلاق أكثر من 180 مصنعا وشركة وتسريح العمالة بسبب الاحتجاجات والاضرابات العمالية وارتفاع أسعار الخدمات وعدم توافرها, موضحا أنه خلال أحداث الثورة انخفض الانتاج بالمدينة إلي60% بالرغم من أنها تمثل نسبة12%. وأشار المهندس فرج عامر إلي ارتفاع مقايسات الغاز إلي ستة أضعاف, وأن الجهات المعنية التابعة لوزارة الصناعة تشترط بناء المصنع علي مساحة 70% من مساحة الأرض المخصصة, بينما يشترط جهاز مدينة برج العرب التابع لوزارة الاسكان يكون البناء علي مساحة 60% أضاف أن القطار السريع الذي كان المستثمرون يطالبون به منذ أكثر من 15 عاما للقضاء علي ندرة العمالة لصعوبة المواصلات بالفعل تم انشاء خط مزدوج لربط المدينةبالاسكندرية وذلك بتكلفة أكثر من 400 مليون ولكن عند تسيير القطار أنه وهم وزاد من تعقيد المشكلة حيث يقطع المسافة بين الاسكندرية وبرج العرب في ساعتين بدلا من 40 دقيقة موضحا أن المدينة لو اشتغلت مصانعها بكامل طاقاتها وتم حل المشاكل تحتاج في الوقت الحالي إلي نحو38 ألفا من العمالة الدائمة والمؤقتة121 مليارا من الجنيهات. ويؤكد الدكتور ابراهيم أبو الخير صاحب مجموعة شركات تعمل في مجال الأدوية أن مافيا الدواء المستفيدين من بزنس استيراد الأدوية والمحاليل أصدروا قرارات عشوائية وغير قانونية لغلق بعض المصانع بدعوي مخالفة الاشتراطات الصناعية وذلك لفتح المجال واسعا أمام المنتج الاجنبي غالي الثمن, أما المهندس محمد حمبوطة أحد كبار الصناع للأثاث والموبليا بمنطقة مرغم الصناعية, فيقول, إن المسئولين منذ سنوات عديدة وعدوا بتوصيل المرافق والخدمات ولكن دون جدوي بالرغم من أن المستثمرين أبدوا تحمل جزء كبير من التكاليف وتسديد المقايسات المطلوبة معهم في حينه, موضحا أنه خلال الفترة الاخيرة بعد قيام الثورة وفي ظل الانفلات الأمني وتدني الخدمات والمرافق وتوقف التصدير تم اغلاق العديد من المصانع والقليل منها حاليا يعمل بأقل من نصف طاقته.