يحظي مشروع تحويل مجلس التعاون الي اتحاد وهو المشروع الذي تقدم به خادم الحرمين الشريفين في قمة المجلس الماضية بالرياض باهتمام اجتماع قادة دول المجلس الذي سيعقد في المنامة يوم الأحد المقبل ديسمبر بعد عدة اجتماعات، وتوصيات لتأكيد التلاحم بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات الراهنة وعلي الاخص التدخل الايراني في شئون هذه الدول الست المتجانسة اجتماعيا واقتصاديا. وسيكون مشروع الانتقال إلي مرحلة الاتحاد إضافة إلي التدخلات الإيرانية في الشئون الخليجية والأزمة السورية والتطورات علي الساحة الفلسطينية. علي رأس القضايا المطروحة علي القادة وفق ماصرحت به مصادر سعودية لمراسل الاهرام الي جانب ما توصلت إليه من نتائج علما بأن وزراء الخارجية الخليجيين كانوا قد أرجأوا في اجتماعهم الأخير البت في هذا الأمر إلي حين إخضاعه للمزيد من المناقشات. وحسب نفس المصادر فإن قمة المنامة ستبحث كذلك مستجدات الأزمة السورية في ضوء مؤشرات تفيد باقتراب موعد الحسم وسقوط نظام بشار الأسد أمام الضربات التي توجهها له كتائب الجيش الحر. ويتضمن جدول أعمال القمة كذلك موضوع دعم القضية الفلسطينية بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في المنظمة الأممية. وكالعادة, يسبق القمة اجتماع تحضيري يعقده وزراء الخارجية لمناقشة بنود جدول الأعمال ومشروع البيان الختامي قبل رفعه للقادة لوضع اللمسات النهائية عليه. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد طرح فكرة الاتحاد بين دول مجلس التعاون في خطاب ألقاه في ديسمبر العام الماضي, حيث دعا إلي الانتقال من مرحلة التعاون إلي مرحلة الاتحاد وتم في حينه تشكيل لجنة لدراسة الفكرة وقدمت اللجنة العديد من التوصيات لوزراء الخارجية. وتعقد قمة المنامة تأتي في اعقاب قمة الرياض التي اسست لتحول تاريخي في مسيرة دول المجلس من خلال تبني القادة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتجاوز مرحلة التعاون إلي مرحلة الاتحاد لتشكل دول المجلس كيانا واحدا. وفي وسط التأييد الكبير الذي حظيت به مبادرة خادم الحرمين الشريفين, التي تأتي في ظل تحولات عاصفة تشهدها ساحتنا العربية, تتطلع شعوب دول المجلس بأمآل كبيرة إلي قمة البحرين القادمة حيث جاءت الكلمة التي القاها ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة في ختام قمة الرياض لتعبر عن أول تأييد خليجي رسمي وعلني لما ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلي مرحلة الاتحاد. ولاشك أن ثمة تحديات غير مسبوقة تواجه دول مجلس التعاون في المرحلة الراهنة تهدد- إن لم يتم التعامل معها بفعالية وحكمة- بإعادة رسم الأوضاع في المنطقة ولا مناص أمام تحديات بهذا الحجم والخطورة إلا أن تكون الدول في نفس مستوي جسامتها, وأن ترتقي بوتيرة وآليآت العمل بمايتناسب ومستوي هذا الخطر الداهم, وتتنوع هذه التحديات وفقا لما يقوله الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الامين العام لمجلس التعاون الخليجي بين داخلية وأقليمية ودولية, ومن بين التحديات الداخليه: الحفاظ علي مصادر الطاقه, والتخطيط للمستقبل, ونقص الماء والغذاء, وتوفيرفرص العمل المناسبه للشباب, أما التحديات الأقليميه فتتمثل في: التوجهات السلبية لبعض دول الجوار, وعمليه السلام بالشرق الاوسط. أما علي الصعيد الدولي فتتمثل التحديات في تهديدات الارهاب الدولي والجريمة المنظمة, وانتشار السلاح النووي, واسلحه الدمار الشامل. ويري الزياني أن دول مجلس التعاون حددت خمسة أهداف استراتيجية رئيسية تسعي الي بلوغها, وهي: تحصين دول المجلس ضد كافه التهديدات أو الاعمال العدائية الدولية, وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته, والحفاظ علي مستوي مرتفع من التنمية البشرية, وتحسين الأمان العام من خلال وضع الاستراتيجيات الخاصة بإدارة المخاطر والأزمات والطوارئ, واخيرا تعزيز مكانة مجلس التعاون الاقليمية والدولية.