أجري الحوار عمرو غنيمة: تعد السويس في مقدمة المحافظات الملتهبة بالأحداث والحوادث.. فهي التي فجرت ثورة 25 يناير وتتابعها وسائل الإعلام مع كل حدث سياسي أو مليونية أو تظاهر.. وقد فقدت الشرطة فيها 10 آلاف قطعة سلاح ميري مع تفجر أحداث الثورة والانفلات الأمني مما كان مؤشرا خطيرا باستخدام السلاح داخل شوارع وحوازي السويس. والآن هل لا تزال الخطورة قائمة أم أن الأمن بدأ يعود.. لذا كان هذا الحوار مع اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس الذي جاء من الإسكندرية ليقود أصعب مهمة لاستعادة الأمن في بلد الثورة. ماذا تم في السلاح الميري الذي سلب من أقسام الشرطة؟ {{ قبل كل شيء أوجه الشكر لشعب السويس لتكاتفه مع الشرطة في استعادة الأمن رغم أنها كانت من أولي المحافظات الملتهبة بالأحداث والعداء مع الشرطة.. وكانت في مقدمة مديريرات الأمن التي شهدت دمارا وحرقا لوحدات المرور وأقسام الشرطة والمطافيء وادارة مكافحة المخدرات تقدر ب 50 مليون جنيه.. وقد تم فعلا سرقة 10 آلاف بندقية آلية ومسدسا ميريا ونجحنا في استعادة أكثر من 90% من السلاح الذي سلب سواء بالضبط أو مبادرة بين المواطنين وتعاونهم لتسليمه إلي أقسام الشرطة. ماذا عن الاعتصامات والوقفات الفئوية؟ {{ السويس مجتمع عمالي في المقام الأول.. وتعد من أكبر المحافظات التي لديها مصانع ومنشآت انتاجية ببور توفيق والأدبية وعتاقة والسخنة.. فهي تضم نحو 100 ألف عامل وكان 90% من المصانع بها احتجاجات عمالية.. وكان أخطرها سواء للكثافة العمالية أو لحساسية الموقع أولوية أولي في المواجهات.. وكان للشرطة دورا بارزا في حل مشاكل عمال ميناء السخنة ومحطة كهرباء السخنة والصلب والسيراميك.. وأصبح الآن للشرطة سند وتلاحم من الجماهير في كل موقع.. وأصبح لدينا منهج للتأثير بين أصحاب الشركات لحصول العاملين علي حقوقهم. إلي أي مدي بدأ الأمن والعلاقة مع الجماهير تعود؟ {{ السويس أصبح لديها الآن تجربة جميلة ورائدة وتستحق الاهتمام الإعلامي وهي منظومة اللجان الشعبية.. وأصبح لها دور فعال لاستعادة الأمن وانتشارها بين الجماهير سواء في المظاهرات السياسية أو المطالب الفئوية وأصبح ا المواطن السويسي يشعر بأن أقسام الشرطة لحمايته وليس لإرهابه. السويس ملتهبة بأحداثها ومظاهراتها خاصة في الانقسام حول الدستور؟ {{ الشرطة أصبح لها منهج من خلال خطة الوزارة واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية ليكون هناك توازنا مع جميع الأحزاب وأصبحت كل التيارات السياسية والدينية متأكدة من ذلك وأن الشرطة بالسويس لا تنحاز لطرف ضد الآخر.. وهو ما أكدته المظاهرات المعارضة للدستور عندما وصلت للتعبير عن رأيها بالرفض في سلمية وبصورة حضارية حتي أن المتظاهرين أصبح تربطهم لغة حوار مع الشرطة ولا يستهدفون ضباطه أو جنوده أو منشآته. وقال: أنه يحمد الله.. علي توفيقه له للتواصل مع شعب السويس لتنفيذ خطة وزير الداخلية للمصالحة بين الشعب والشرطة في كل المجالات رغم أنه بدأ عمله من عام ونصف العام.. ولأول مرة يخدم في مدن القناة منذ عمله بالشرطة. وقال: إننا أصبحنا واحدة من أهم مديريات الأمن علي مستوي المحافظات التي استعادت الأمن ونجحت في ضبط الهاربين من السجون في أحداث الانفلات الأمني ولم يتبق سوي 84 سجينا هاربا من 400 سجين.. كما تم ضبط أسلحة وذخيرة يوازي ما تم ضبطه في السويس علي مدار 100 عام وتم ضبط أهم وأكبر قضايا المخدرات سواء من الحشيش والبانجو أو من الحبوب المخدرة القادمة عبر المواني وأكبر وأخطر قضية سلاح والتي ضبطت قبل مدخل نفق الشهيد أحمد حمدي من خلال تنسيق بين ادارة مكافحة المخدرات والأمن العام والبحث الجنائي بالمديرية وأمن المواني.. حيث كانت شحنة السلاح الأخيرة بلغت 16440 صاروخا مضادا للطائرات والغام أرضية وطلقات مدافع. تقوم النيابة العسكرية بالتحقيق فيها.. بالإضافة إلي ضبط نحو مليوني لتر من المواد البترولية المدعمة والتي كان يتم تهريبها عبر معديات قناة السويس. ماذا عن أمن المواطن في الشارع السويسي؟ { لا شك أن عودة شرطة المرور والمرافق وتفعيل مواجهة التحرش الجنسي أعطي للمواطن السويسي الأمان وأصبحت الأسرة السويسية لا تخشي علي بناتها وأن حوادث خطف البنات كانت59% منها بسبب الخلافات العائلية وأن السويس لم تشهد بلاغات اختطاف أو السطو علي سيارات بالصورة التي كانت منتشرة في السويس خاصة أنها محافظة صحراوية كان يستغلها عتاة الاجرام والهاربين من السجون لتنفيذ مآربهم في تهديد الأرواح والممتلكات. ماذا عن تطوير أداء الشرطة؟ { لا شك أن الشعب متأكدا الآن أن الشرطة لن تعود لما قبل 25 ينابر 2011 فهي أصبحت شرطة الثورة لحماية المنشآت والمتظاهرين سلميا وأن الشرطة لحماية المواطنين وليس لقمعهم وأنه في الوقت الذي يتم استعادة الأمن.. فقد كثفنا من الدوريات الركبة في كافة أحياء المحافظة بعد أن قام الوزير بدعم السويس ب63 ضابطا واسطولا من سيارات الشرطة الحديثة وأنه سيتم افتتاح أحدث ادارة للمرور علي مستوي المحافظات بالسويس بعد تحديثها من الدمار الذي أصابها في أحداث الثورة لتكون نموذجا للخدمة السريعة لتعامل المواطنين مع ادارة المرور لإصدار الترخيص وتعقب جرائم السيارات.. كما سيتم افتتاح غرفة عمليات لادارة المرور لمراقبة الشوارع والميادين بالكاميرات وإزالة وحل المشاكل المرورية والاختناقات فورا وأن وزارة الداخلية تجهز الآن أحدث منظومة عالمية لمراقبة المجري الملاحي لقناة السويس بالكاميرات التليفزيونية علي مدار 24 ساعة بالتنسيق مع القوات المسلحة وهيئة قناة السويس بطول القناة من السويس جنوبا مرورا بالإسماعيلية ثم بورسعيد شمالا بطول 180 كيلو متر وأن خطة التأمين الحالية للمجري الملاحي ونفق الشهيد أحمد حمدي أصبحت حائط صد أمام أي شخص يحاول القيام بأي أعمال عدائية.. بل أصبح من المستحيل القيام بمثل هذه الأعمال.