يكثر الصراخ والتخويف من الحرب الأهلية, حيث يري كل مصري أي مواطن يخالفه الرأي عدوه ويعتبر المحايد خائنا , ويهدف أطراف الحرب الأهلية للسيطرة علي مقاليد الأمور. منذ بشائر ثورة يناير وقبل إجبار المخلوع علي التنحي وإعلامه ونخبته وأحزابه الكارتونية ومثقفوه يصرخون لتخويفنا من الحرب الأهلية.. والخائف مشلول الوعي مسلوب الإرادة فاقدا للبوصلة السليمة يسير تلقائيا وراء من يقوم بتخويفه سعيا للنجاة من الخطر المزعوم وهل يوجد خطر أكبر من إسالة الدماء؟ وصرخ قبل انتخابات مجلس الشعب2011 أحد مدعي الثورة مدعيا أن الموتوسيكلات كثرت بمصر وسيقوم مستخدموها بترويع الذاهبين للانتخابات وتمت الانتخابات بأمان وسقط بجدارة هذا الصارخ دوما. وصرخ آخرون محذرين أسفلت مصر يتنفس دما وخابت ظنونهم وأثبت المصريون أنهم ليسوا قطعانا تهرب لرؤية العصا ولن يسمحوا بعد استمتاعهم بالهواء النظيف إثر تحررهم من الطاغية بتلويث عقولهم بالاستعباد لأي تيار ولن يكونوا قطيعا لفرعون ليواصل السرطنة والسرقة ونهب أقوات المواطنين وتقزيم دور مصر.. لكي تقوم الحرب الأهلية لابد من وجود قوتين متوازنتين أو عدة قوي متقاربة. ولم يحدث بالتاريخ أن قامت حربا أهلية بسبب أبواق إعلامية وجهات تحتكر لنفسها الفهم والثورة وكثرة التحالفات والحركات والأحزاب. ولن يرفع مصري واحد السلاح بوجه أخيه بسبب الدستور وكل ما حدث من إسالة للدماء الطاهرة كان( لترويع) المصريين ليعودوا للسير بجوار الحائط طلبا للسلامة المزعومة.. ونتساءل كم سيدة سترفض دستورا يقدم الرعاية ولأول مرة لكل من المرأة المعيلة والمطلقة والأرملة ويساعد العاملة علي التوفيق بين عملها وبيتها( ليصفع) من أخافوا النساء من ارغامهن علي العودة للمنزل وخلا الدستور من المادة الخاصة بتزويج البنات بالتاسعة ونطالب من أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بالإختفاء من المشهد السياسي والساحة الإعلامية فورا وللأبد. ولنحص كم من العمال والفلاحين سينضمون للحرب الأهلية رافضين للدستور هاتفين بأعلي صوت: لم يتبق لنا أمل وحلم في الحياة.. الدستور سرق منا المصنع والمياه وألقي بنا في الشوارع حفاة عراة. ولن نجد منهم سوي( بقايا) وأنصار المخلوع والمتاجرين دوما بأقوات الشعب ومؤخرا بدمائه.. فقد الزم الدستور الدولة بتنمية الريف والبادية ورفع مستوي معيشة الفلاحين وأهل البادية. وتوفير معاش مناسب لصغار الفلاحين والعمال الزراعيين. وأن الإضراب السلمي حق وهو أول دستور مصري من جمعية تأسيسية منتخبة وليس بتكليف من الحاكم. وتم تزوير الدستور وبيعه بالأسواق, ما يدل علي جودته وخلوه من عيوب حقيقية. ومنح الدستور ولأول مرة الشباب الحق بالترشح للبرلمان بسن ال25 وممارسة العمل السياسي بالجامعات ومنح ذوي الإعاقة حقوقا وألزم المستشفيات باستقبال المرضي وتقديم العلاج لهم دون شروط. سيكون يوم الإستفتاء علي الدستور عيدا لمصر ويوما حضاريا نباهي به الأمم ولن نتوقف عند مرشح رئاسي خاسر أعلن رفضه للدستور حتي إذا قبله الشعب, ولا لمرشح آخر رفضه لأنه لم ينص علي مجانية التعليم ويبدو أنه لم يقرأه فالدستور يطالب بمجانية التعليم.. وسننتصر لمصرنا وسنحترم عقولنا ولن نسير وراء أحد ليوصينا بالقبول أو بالرفض وسنقرأه بعقول مفتوحة وقلوب يقظة تعلم أن بالدستور امكانية لتعديل بعض مواده بعد انتخاب مجلس الشعب. وقد استغرقت اللجنة التأسيسية ستة أشهر لكتابته وانسحب البعض لأن التوافق كان في90% من المواد وتناسوا أنه عمل بشري ولا يمكن أن يحدث عليه إجماع وانسحب آخرون بسبب العزل السياسي للفاسدين من الحزب الوطني المنحل وتنقلوا بأرقام قياسية بالفضائيات لتخويفنا من الحرب الأهلية ومن الرعب من صناعة ديكتاتور وتناسوا أن الدستور الجديد يقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية بنسبة40% وأننا لم نصب بعد بالزهايمر فجميعنا نعلم أعوان المخلوع وخلاياه النائمة التي( تخاف) مصيرها المحتوم بعد استيقاظ المصريين إثر سبات طويل وتحطيم المارد المصري للقمقم الذي وضع عنوة به وسيلقن كل من( يحاول) صنع قمقم جديد أيا كان- ما يستحقه..