نعرف جميعًا أن الشعوب تقوم بالثورات وتسحق الخوف بأقدامها لترفع رءوسها للأعلى.. ومازال البعض يصرون على التعامل مع المصريين وكأنهم قطعان من الخراف تنتفض من الخوف عند أى ترويع يحدث لها.. سادت منذ الأيام الأولى للثورة نغمة التخويف من التخريب ولم يمد الثوار أياديهم لأى مؤسسة بالتخريب، وشاركوا بأجسادهم العارية وقلوبهم النظيفة فى حماية المتحف المصرى، وشكلوا مع أسرهم وباقى الشعب كله - حتى من رفض الثورة ببداياتها - اللجان الشعبية لحماية البيوت والممتلكات بعد الانسحاب المريب للشرطة، وفاز الشعب بالامتحان بمرتبة الشرف والامتياز وقام المسلمون بحمايتها لأننا شعب واحد. وهو ما أزعج الكثيرين فصرخوا لتخويفنا منذ بدايات الثورة بأننا لن نجد قمحًا "لنأكله" وتناسوا أن الشعوب ليست خرافًا تعيش لتأكل وتتغاضى عن آدميتها وتسمح بسرقة كرامتها وأرزاقها، وبعد مرور عام على الثورة مازال التهديد بعدم وجود القمح قائمًا والشعب ليس مسئولاً عن ذلك بل من يحكمونه وقد فقدت مصر قتلى فى معارك طاحنة أيام المخلوع للفوز بالخبز فى الطوابير ولم نسمع من يبكى عليهم عندئذ. والمعروف أنك إذا قمت بضرب خروف أثناء سيره فى القطيع فإن الخراف ينتابهم الخوف ويتفرقون فورا. وتفنن كارهو الشعب وأصحاب الثورة المضادة ومعهم آخرون لإلغاء إرادة الشعب بالإصرار على تشكيل مجلس رئاسى مدنى ليتسلم الحكم دون الرجوع للشعب ثم فرضوا "مجلسهم" الاستشارى.. وانتهزوا أى فرصة لمحاولة فرض مطلبهم ويستغلون دماء الشهداء واستغلوا تعاطف الناس مع الشيخ عماد ورفاقه، وطالبوا بتشكيل مجلس رئاسى ومن أعضائه راسب بانتخابات مجلس الشعب فكيف يأتون بمن رفضه "جورج إسحاق" أبناء دائرته الانتخابية ضمن مجلس رئاسى لمصر "كلها" إلا إذا كانوا يتوهمون أننا من الخراف.. ويتعمدون تخويف الشعب تارة من احتمال استغلال إسرائيل للفوضى بمصر لتعيد احتلال سيناء أو للاعتداء علينا ليؤكدوا رؤيتهم لنا كالخراف أو أنهم يفقتدون لمعرفة ألف باء للوضع الإسرائيلى فالصهاينة يعيشون الذعر منذ قيام الثورة ويبعثون المبعوثين الأمريكيين والأوروبيين للتأكد من أن مصر ما بعد الثورة لن تلغى اتفاقية كامب ديفيد وشاهدت بنفسى نتنياهو بلقاء بثته قناة الحرة الأمريكية وهو يستجدى اليهود الأمريكيين لحماية الصهاينة من تغيير الأوضاع بمصر. وكذلك فعلت ليفنى فى جولات مكوكية بالعالم. وقام الصهاينة ببناء جدار عازل بيننا وبينهم برفح المصرية. وضاعفوا من الاستعداد العسكرى بعد أن نعموا بأكثر من 30 عامًا من الاسترخاء العسكرى على حدودنا الذى وفره لهم كنزهم الاستراتيجى - كما أطلقوا على المخلوع - الذي وفر لهم المليارات لإنعاش اقتصادهم، فضلا عن حصولهم على الغاز المصرى بأبخس الأثمان ويقف المصريون بالطوابير للحصول على أنابيب البوتاجاز. ومن المؤكد بعد المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وتوتر الأوضاع بين إيران وأمريكا أن آخر ما يريده الصهاينة دخول حرب مع مصر.. ويقومون بتخويفنا أن نتحول إلى لبنان حيث الانقسامات ويتناسون أن لبنان له وضع خاص منذ نشوئه لأنه يضم الكثير من الطوائف، بينما مصر لا "ولن" تعرف هذه التقسيمات. ويصرون على تخويفنا من نشوء حرب أهلية، تارة من المؤيدين للتعديلات الدستورية والرافضين لها، وأخرى أثناء الانتخابات وقاموا بتخويفنا من حمامات الدم التى ستقوم، ومرت المرحلة الأولى بسلام، وأشاد بها العالم كله ومنهم الرئيس الأسبق كارتر وتوماس فريدمان الكاتب الأمريكى، الذى تابع الانتخابات من مصر وقال: من حق مصر الفخر بنزاهة الانتخابات.. وأعادوا التخويف من بحور الدم وظهور البلطجية بالمرحلة الثانية وبالثالثة، ولم يحدث شىء، ووصل الأمر بنجاد البرعى للقول بأن أرض مصر تتنفس دمًا!!