الكلمات وحدها لاتستطيع وصف ما حدث داخل محيط قصر الإتحادية كر وفر دماء واشتباكات شهداء ومصابون الجميع يبحث عن تفسير لما جري أمس ليلة الأربعاء دون إجابة واضحة ومقنعة كل طرف يحمل المسئولية للطرف الآخر, وكل جانب يتهم الآخر بالقتل والعنف والدماء التي سالت والإصابات التي وقعت. والمصريون هم من سالت دماؤهم وهم من سقطوا شهداء وهم من سقطوا جرحي وهم من سيدفعون ثمن الانقسام والفرقة. أسلحة من كل الأنواع أعلنت عن وجودها في مكان الأحداث والاشتباكات في يد الصبية والكبار يخطئ من يظن أنه يصوب نحو الطرف الآخر فالجميع يصوب نحو مصر, من أجل إسالة دمائها فمتي يعلن صوت العقل عن وجوده؟ والد أحد المصابين: خطف وتكسير للأيدي والأقدام بمداخل العمارات شهود عيان: المنطقة تحولت لساحة حرب وكل أنواع الأسلحة ظهرت سكان أحياء روكسي والميرغني والخليفة المأمون بمصر الجديدة عاشوا أحداث العنف وعمليات الكر والفر بين مؤيدي ومعارضي الرئيس لحظة بلحظة, وكانوا شهود عيان علي كل ما حدث منذ بداية الاشتباكات التي وقعت أمس الأول واستمرت حتي الساعات الأولي من صباح أمس. ليلة سوداء هكذا تحدث المهندس عادل فاضل أحد سكان منطقة مصر الجديدة ووالد أحد المصابين في أحداثها الأخيرة, وقال: من الصعب نسيان ما شاهدته بجوار قصر الاتحادية ومنطقتي روكسي والميرغني من جانب ميليشيات مسلحة بكل أنواع الأسلحة, كما قاموا بقطع الأشجار بشارع صلاح سالم واستخدام فروعها لضرب المتظاهرين وتحطيم سيارات المواطنين التي تصادف وجودها بالمكان. وأضاف شاهد عيان أن هذه الميليشيات كانت تقوم بخطف كبار السن والشباب والفتيات الذين لا تتجاوز أعمارهم16 عاما ويقومون بالاعتداء عليهم في مداخل العمارات وكسر أيديهم وأقدامهم ثم يقومون بتسليمهم إلي أمن الرئاسة الذي قام بدوره بالتحفظ عليهم ولم يفرق بين متظاهرين سلميين وبلطجية. شاهد عيان آخر هو أحمد عدلي الذي يعمل بأحد التوكيلات التجارية بشارع الميرغني وتحدث قائلا: المنطقة تحولت إلي ساحة حرب بعد اعتداء التيارات الإسلامية علي المعتصمين داخل الخيام أمام الاتحادية حيث تصادف مروري بالمكان وشاهدت اصرارا من جانب المعتدين علي رحيل المعتصمين من المكان, كما شاهدت كل أنواع الأسلحة من نارية وبيضاء مع أطراف داخل المكان. أضاف شاهد العيان تم تحطيم عدد كبير من السيارات الموجودة بالمكان عن عمد وإحداث تلفيات كثيرة بها, كما تم تحطيم عدد كبير من سيارات الميكروباص التي تحمل أجرة القليوبية وكفر الشيخ والبحيرة والمنوفية والشرقية. الأمن غائب تحدث شاهد عيان آخر رفض ذكر اسمه قائلا: الأمن كان غائبا في الأحداث واكتفي بدور المتفرج وطالبنا من القوات الموجودة لتأمين مقر الاتحادية التدخل من أجل انقاذ المتظاهرين ولكنه رفض وكان رد الضباط علينا لم تأتي تعليمات إلينا بالتدخل ونحن لسنا طرفا في هذا الصراع بين مؤيدي ومعارض الرئيس ودورنا حماية مقر الرئاسة. محمد عادل عامل بأحد المحلات الموجودة بشارع الميرغني تحدث قائلا: كنت أحد شهود العيان منذ بداية الاشتباكات وشاهدت الأسلحة والمولوتوف مع عدد كبير من الموجودين بموقع الأحداث, كما تم استخدام وقود السيارات الموجودة بالمكان في صنع قنابل مولوتوف وإلقاءها علي الجانبين, كما شاهدت أسلحة خرطوش حديثة مع الموجودين بالمكان, وتم تحطيم أبواب عدد من المحلات الموجودة بالمنطقة واستخدامها كدروع لحماية الموجودين من الحجارة التي يتم إلقاءها وهذا ساعد في عدم زيادة أعداد المصابين والضحايا. وأكد لي أحد العمال بشركات التوكيلات الكبري هناك أن حركة البيع والشراء متوقفة تماما منذ ثلاثة أيام حتي المارة لا تستطيع أن تجد منهم شخصا واحدا في الشارع ولم تبيع قطعة واحدة وهذا ما أثر علينا بشكل مباشر فنحن نعمل في تلك المحلات الكبري بنظام العمولة علي كل قطعة نبيعها لذلك فقد أثرت تلك الأحداث علينا بشكل مباشر. عامل جراج: أعداد هائلة من البشر أتت بالباصات لتنضم إلي المظاهرات ما شهدته المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية في مصر الجديدة يعتبر كارثة مروعة سقط خلالها عدد من الشهداء ومئات من الجرحي والمصابين من أبناء الشعب الواحد, في ظل صمت المسئولين.بدأت الفتنة واشتعلت الدنيا وبدأت المجموعات التي تجمعت بالهجوم علي الشباب الذين هربوا وتجمعوا في الشوارع الجانبية لقصر الاتحادية خوفا من البطش بهم. وفي جولة ل الأهرام مساء أمس في منطقة قصر الاتحادية بدأنا من شارع الثورة مع تقاطع شارع بغداد فوجدنا عددا كبيرا من الأتوبيسات وسيارات الميكروباص التي إلي منطقة قصر الاتحادية, وقال لنا الأهالي: إنهم كانوا يرون شباب ينزلون من هذه السيارات ثم يحملون شنطا في أيديهم ويتوجهون بها إلي تلك المنطقة ثم إلي المنطقة المحيطة بالقصر. وبدورنا حاولنا أن نتحقق من كلام المواطنين فوجدنا عددا من هذه السيارات التي تحطمت في الاشتباكات وأرقامها( م ن ر1839 أتوبيس), و( م ف أ5328 ميكروباص شبين), و( د ق أ3756 ميكروباص). وانتقلنا إلي مكان الاشتباكات من اتجاه شارع الميرغني فوجدنا أعدادا هائلة من الإخوان ومؤيديهم, منهم من كان يدير الحركة, ومنهم من كان يوجه الناس بصيحة الله أكبر فيتجمع الكل حوله ويبدأون الحشد والهجوم علي الطرف الثاني, وكان منهم من هو مكلف بالدخول إلي مكان الأحداث ليخطف أحد المعارضين وينهالون عليه ضربا باليد والركل والحجارة وأحيانا الخشب التي كانت في أيديهم علي بعد500 متر من قصر الاتحادية, وذلك حتي يغشي عليه. وجدت أيضا شبابا منهم يحملون أسياخا ضخمة من الحديد بطول متر أو متر ونصف المتر فيد أيديهم للاعتداء علي المعارضين. وفي منتصف الليل تقريبا التقيت الشيخ عبدالله المحمدي إمام وخطيب مسجد بالتجمع الثالث بالقاهرةالجديدة فسألته عن رأيه, ولماذا جاء اليوم إلي قصر الاتحادية؟ فقال: إن المجموعة الموجودة الآن من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية جاءت من أجل الدفاع عن شرعية الرئيس المنتخب, وشرعية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس بصفته رئيسا للجمهورية خولت إليه سلطة التشريع. وأكد الشيخ عبدالله أن مظاهرات أمس الأول غير منضبطة وخرجت علي الشرعية, فضلا عن اعتلاء المعارضين أسوار قصر الاتحادية, مشيرا إلي أنه مع حق التعبير السلمي المسئول. وقال الحاج مصطفي عبدالفتاح( عامل جراج في شارع كليوباترا بمنطقة مصر الجديدة): في السابعة مساء فوجئنا بعدد كبير من السيارات الميكروباص والأتوبيسات تأتي إلينا من خارج القاهرة تنقل الناس وتعود علي الفور, ثم يذهب هؤلاء إلي قصر الاتحادية, وبعد نحو40 دقيقة بدأوا في تحطيم السيارات.