حين تولي د. محمد صابر عزب رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب الي جانب رئاسته لدار الكتب. توقع كثيرون ألا يتمكن من التوفيق في الجمع بين مؤسستين ثقافيتين كبيرتين. إلا أن الرجل خالف التوقعات واستطاع في فترة قصيرة بث الحيوية في هيئة الكتاب وفي نفس الوقت لم يغفل مسئولياته في دار الكتب. أدب حاورت د. عزب وتطرق الحوار الي.. بعض قضايا النشر ومنها مكتبة الأسرة وأهمية ترجمة الكتاب العربي وجهود الحد من المحسوبية في مجال النشر. تجمعون بين رئاسة هيئة الكتاب ودار الكتب, فهل هناك تعارض بين المنصبين أم أن الجمع بينهما عاد بفوائد ايجابية عليهما معا؟. * كانت الهيئة العامة لدار الكتب والهيئة العامة للكتاب في فترة سابقة هيئة واحدة, ولكن الجماعة الثقافية سجلت الكثير من الملحوظات حينما كانت دار الكتب جزءا من هيئة الكتاب. الآن عمل الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب اختلف كثيرا, حيث زادت الأعباء والمهام, فدار الكتب الآن أصبحت مؤسسة كبيرة, سواء في مجال الكتاب او في مجال الخبرة في المراكز العلمية او في مجال النشر والوثائق والتحول الرقمي, وأصبحت مهامها تحتاج لادارة متفرغة تفرغا كاملا. وفي السنوات الماضية قطعنا شوطا كبيرا في تحديث وتطوير هذه المؤسسة العريقة. أما تجربة هيئة الكتاب فهي تجربة استثنائية نظرا للوفاة المفاجئة للدكتور ناصر الأنصاري, وكنا علي مشارف معرض القاهرة للكتاب, فرأي الوزير فاروق حسني أن يسند رئاسة الهيئة لمن يرأس دار الكتب واترك الحكم للجمهور والجماعة الثقافية علي فترة الجمع بين رئاسة الهيئتين. والعمل بحمد الله يسير علي قدم وساق, ولكن أعتقد أن أحدا غيري لابد أن يتولي رئاسة الهيئة العامة للكتاب في الفترة المقبلة. ما جديد مهرجان القراءة للجميع هذا العام, وهل هناك سلاسل جديدة سوف تتضمنها مكتبة الأسرة؟ * عام2010 سوف يشهد عناوين كتب لمبدعين جدد وأخري شكلت ثقافة المصريين وعيا ومعرفة وشعورا بالمواطنة ونحن هذا العام سنكمل العام العشرين في مشروع مكتبة الأسرة, وهذه مناسبة يجب ألا تمر مرور الكرام, وتحتاج للمراجعة ولاعادة الانطلاق, لكي يواصل هذا المشروع دوره الذي اسهم في وصول الدعم الثقافي لمستحقيه. يتهم كثيرون هيئة الكتاب بأنها تقتل روح الابداع حين تظل مؤلفات الكاتب حبيسة الأدراج لسنوات, وحين يأتي الفرج, وتدفع الي المطبعة تظل لمدة تقارب العام تنتقل من قسم لآخر, فما الأسباب * هذا الكلام به قدر من المبالغة, برغم أنني شخصيا لي بعض الملاحظات علي سياسة النشر خلال السنوات الماضية, لكن دعنا نتصارح مع أنفسنا, فاصدارات الهيئة العامة للكتاب خلال السنوات الماضية شكلت أحد الروافد الثقافية المهمة في الحياة المصرية, وأتاحت فرصة لكثير من الشباب لنشر اعمال ما كانوا يستطيعون أن ينشروها في مؤسسات أخري. والجديد في هذا الأمر أنه تم تشكيل لجنة عليا للنشر في هيئة الكتاب كل اعضائها من الشخصيات المرموقة التي تحظي باحترام ومصداقية في الأدب والفكر والفنون والتاريخ والترجمة, وهذه اللجنة ستخول لها مسألة الاختيارات والنشر. وبدأت اللجنة في ممارسة اعمالها منذ اسابيع, وفي الأيام المقبلة ستشهد حركة النشر اختيارات وعناوين جديدة سواء لجيل الكبار او لجيل الشباب. منذ أيام مرت ذكري تحرير سيناء, فهل هناك تراجم للأدب الصهيوني تعتزم الهيئة تقديمها, توضح وقع التحرير علي الصهاينة؟ * اعترف بأننا لم ننتبه لهذا الأمر, ولكن أعد بأننا سندرس الأمر, لأننا بحاجة لمعرفة عدونا, وقديما قيل( اعرف عدوك). وهذا الموضوع علي درجة كبيرة من الأهمية, برغم حدوث بعض التراجع, ولعلك لاحظت المعركة التي اثيرت اخيرا: هل ننشر ونترجم الأدب العبري ام لا؟ وأظن أننا في هذا الزمن لايمكن أن نعرض عن أدب الآخر حتي لو كان عدونا! ولم يحدث مثلا في ظل الاحتلال البريطاني أننا أخذنا موقفا من الأدب الانجليزي, ولم يحدث لكل الشعوب التي استعمرت أن أخذت موقفا من الدول المستعمرة, وقاطعت الأدب والفن والمعرفة. ورفض التطبيع الثقافي مع اسرائيل لايعني ألا نقرأ ما يكتبون. الترجمة وتحقيق التراث.. ما جديد الهيئة ودار الكتب في هذا المجال؟ * حصلت الهيئة للكتاب أخيرا علي جائزة الملك عبد الله في الترجمة, بفضل المشروعات التي أنجزتها ومنها مشروع( الألف كتاب) ثم الألف كتاب الثانية, اضافة الي مشروع بدأته منذ فترة ليست بعيدة ولكنه مشروع مهم وهو ترجمة الفكر العربي لأوروبا, ولعل هذه الجائزة تكون بداية لمزيد من العناية بالترجمة. أما فيما يتعلق بتحقيق التراث, فرغم وجود هيئات كثيرة معنية بنشر التراث وتحقيقه, فاننا بحاجة الي أكثر من مائة مؤسسة تقوم علي ذلك, لأن لنا رصيدا ضخما جدا من الذخائر في مجال التراث, ولكن شريطة أن يكون هذا التراث مفيدا ومحققا للمعرفة.