عين القديرات لها قصة تاريخية يرددها أبناء القبائل البدوية جيلا بعد جيل وهي ثروة مائية يمكن استغلالها في زراعة مليون ونصف المليون فدان بوسط سيناء. فمنذ زمن كانت هناك عين طبيعية تنضح بالماء من أعالي الجبال قمة في الجبل منذ عهود الرمان, ولكنهم عمدوا الي طمرها وإخفائها عندما زحفت الجيوش الإسلامية الي مصر بقيادة عمرو بن العاص, ولم يتم اكتشافها إلا عام1899 م فقد استرعي انتباه أحد رعاة الأغنام من البدو ومن قبيلة تسمي قبيلة القديرات.. أن إحدي الماعز التي يقوم برعايتها استبد بها العطش.. راحت تضرب بقدميها في هذا المكان بحثا عن الماء, ووجد أن هناك بللا في هذا المكان, فقام الراعي بالتعاون مع أهل القبيلة بالحفر أعلي قمة الجبل لتنفجر المياه مرة أخري من وسط الصخور الجبلية, وأطلق عليها اسم عين القديرات.. نسبة إلي القبيلة التي أعادت اكتشافها, وفي هذه المنطقة التي تتدفق منها المياه. ويسعي المواطن السيناوي لتخزينها أو استغلالها الاستغلال الأمثل خاصة أن المنطقة المجاورة للعين بها كميات كبيرة من أشجار الزيتون والتي تعتبر ثمارها من أجود أنواع الزيتون في العالم. والقضية باختصار هي كيفية تجميع هذه المياه واستغلالها في الزراعة بشكل مباشر خاصة زراعة القمح, والذي أصبح يمثل أزمة عالمية. ويقول عبدالله جهامة رئيس مجلس قبائل وسط سيناء إن مشروع عين القديرات, يجري حاليا عمل دراسة لتطويره واستغلاله في الزراعة, وتحويل هذه العيون الطبيعية الي منتجعات سياحية يقصدها الباحثون عن الجمال والطبيعة الساحرة. وأوضح أن العامل الرئيسي في إنجاح هذه الزراعات يتمثل في القدرة علي الاستفادة من كل قطرة مياه, فيجب أن تقوم وزارة الزراعة بمساعدة أبناء المنطقة في حجز المياه( الهرابات).. وهي عبارة عن حفر كبيرة بالأراضي المنخفضة يتم تبطينها بالبلاستيك لتجمع المياه واستخدامها في أغراض الشرب والزراعة, وكذلك كيفية استغلال العيون الطبيعية في الزراعة. ومن جانبه أوضح المهندس عاطف مطر مدير عام الزراعة أن السهول القابلة للزراعة تبلغ8 آلاف كيلو متر مربع. أي89% داخل المحافظة فقط, وهو ما يتيح إمكانية زراعة مليون ونصف المليون فدان باستخدام المياه الجوفية والعيون الطبيعية, وكذلك استغلال مياه السيول بسد الروافعة. فيما يؤكد خبراء كلية الزراعة بالعريش أن الدراسة تشير إلي إمكانية زراعة150 ألف فدان علي مياه السيول, بالإضافة الي300 ألف فدان في أعلي وادي العريش والجفاجفة والبروك من خلال كميات المياه المحتجزة خلف سدود مثل سد الروافعة ووادي الكرم وسط طلعة البدن, كما أوضحت التجارب إمكانية زراعة أصناف عديدة من القمح بمناطق الشيحة والكوثلاد والقسيمة.