في ظل ما يتردد عن أزمة البطالة وما يعاني منه الشباب من غياب فرص العمل فان مصانع العاشر من رمضان احدي معاقل الصناعة في مصر تعاني أزمة عمالة. فعلي حين تتصدر عبارة لا توجد وظائف وينطق بها لسان حال المسئولين في المصالح الحكومية والمؤسسات ومديريات الخدمات تحتاج مصانع العاشر لأعداد كبيرة من العاملين.. حتي أن ظاهرة جديدة تسللت في السنوات الأخيرة لتصبح لافتة للنظر بشكل كبير وهي استقدام العمالة الأجنبية من دول شرق آسيا وأوروبا الأمر الذي ينذر بالخطر ويهدد بغزو جديد واحتلال من نوع خاص قد يؤثر سلبا علي الاقتصاد الوطني ويعوق عمليات التنمية مستقبلا. البعض بدا مدافعا ومؤكدا أن جلب العمالة الأجنبية حاليا أمر هام لحماية الصناعة الوطنية, مجدي طلبة رئيس المجلس التصديري السابق للملابس يقول أننا مضطرون لاستقدام الأجانب من دول العالم لما نعانيه من عجز في العمالة المصرية وهو ليس عجزا في العدد وانما في ندرة المؤهلين والمديرين. كذلك احجام المصري عن التقدم للمصنع أو الشركة وانتظاره للميري في الوقت نفسه يتوافر الأجنبي المؤهل الذي يرتضي أي عمل وبأجر أقل من المصري, فليس أمامنا إلا خياران: جلب الأجنبي أو ترك الصناعة تنهار بالأعمال. وهو ماأيده أحد أصحاب المصانع بالعاشر أيضا قائلا أننا مع افتقارنا للعمالة المصرية لا بديل عن الاستعانة بالأجنبي وخاصة شرق آسيا كالهند وبنجلاديش وباكستان أو تركيا لأنهم مؤهلون جيدا ومتخصصون فهم يوفرون علينا الوقت والجهد والتدريب لأنهم يفردون خصيصا للعمل وليس للتجربة و, ومع ذلك فنحن ملتزمون بنسبة معينة حددها قانون العمل دون افتئات لحق المصري. ومن جهتها أكدت مصممة الأزياء ماري لويس بشارة وصاحبة شركة للملابس أنها مضطرة مستقبلا للاستعانة بعمالة أجنبية كأمر لا مفر منه لمواكبة الطلب العالمي ورفع الطاقة الانتاجية واستيفاء الطلبات الخاصة وبالجودة المطلوبة علي الجانب الآخر كان لابد من تقصي أسباب احجام الشباب المصري عن العمل بالمدن الصناعية يقول أيمن عاطف خريج ثانوي فني وعاطل منذ4 سنوات: الرواتب ضعيفة جدا بها ماذا تفعل600 أو700 جنيه يضيع حوالي ثلثها أو أكثر في المواصلات يوميا بخلاف الوقت الذي يضيع في انتظارها بالاضافة لنفقات الغداء والطعام بالخارج. ويفسر محمد مصطفي خريج اداب تخوفه من العمل بالمصانع والشركات الخاصة قائلا: كيف أطمن لعقد عمل أوقع معه استقالتي في ذات اليوم أي غير مضمون. أما أحمد محمد ماهر بكالوريوس تجارة فبرر هروبه من العمل بالعاشر أو الصالحية لغياب التأمين الصحي أو الاجتماعي للعاملين وخوفهم من عدم الاستقرار وضياع الوقت والعمر بلا تعيين. وداخل محطة الأقاليم بالعاشر كانت الشكوي المتزايدة من قلة الرواتب مقارنة بالنفقات ونظيرتها في الدول العربية وأوروبا,, كذلك ارتفاع الحرارة بشدة داخل المصانع خاصة التي يشكل فيها الصهر عاملا أساسيا حيث الأفران والحرارة العالية التي كثيرا ما تؤدي لنشوب الحرائق. ومن جهته يفسر أيمن رضا أمين عام جمعية مستثمري العاشر من رمضان اسباب احجام الشباب إلي استمرار سيطرة النظرة الدونية للعامل برغم القيمة الكبيرة له, وافتقاد عدد كبير من الشباب للمثابرة ورغبتهم في القفز والوثوب سريعا بلا معاناة, فعلي حين يسافر للخارج ويلتصق بأي عمل مهما كان مهينا طالما أن أحدا من وطنه لا يراه ليعود بالمال فانه يأتي للعاشر وعينه علي وظيفة مدير أو رئيس قطاع مثلا ويرفض أن يبدأ الطريق من أوله غير مدرك أننا نعاني معه وننفق عليه الكثير لتدريبه وتحمل مشقة إعداده ليتركنا مع أول فرصة يجد فيها وظيفة أخري أو فرصة للسفر في حين أنه كان بامكاننا رفضه من البداية, كما يفجر مشكلة أخري وهي عدم التوافق بين احتياجات سوق العمل الفعلية وسياسة التعليم في مصر, فمصر تحتاج الكثير من الكوادر الفنية في حين مازال الاتجاه السائد للتعليم العالي.