حالة الانقسام التي تعيشها البلاد لم تتوقف علي الإعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية خلال الأيام الماضية بل امتد مداها حول مسودة الدستور التي سيتم الاستفتاء عليها منتصف الشهر الحالي. فالبعض يعتبره دستورا تفصيلا علي مقاس تيار الاسلام السياسي والبعض الآخر يعتبره دستورا جيدا وبه الكثير من المواد التي تحقق غدا أفضل للمصريين. بينما اعتبر آخرون أن الخلاف حول الدستور لا يعنيهم من قريب أو بعيد فهم يبحثون عن دستور يضمن لهم لقمة العيش وتوفير فرص العمل وتراجع أسعار السلع وايجاد حلول للمشكلات اليومية التي يمر بها المواطن. الأهرام استطلع آراء المواطنين من شرائح مختلفة حول الدستور الجديدة تطبيق الشريعة في البداية يقول خضر حامد مدرس ان الدستور الجديد الذي طرحه رئيس الجمهورية للاستفتاء عليه منتصف الشهر الحالي يحقق الحد الأدني من المطالب التي ينادي بها التيار الاسلامي فيما يتعلق بتطبيق الشريعة ولكننا تجاوزنا عن هذا حتي نعبر هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد وحتي لا يتهم التيار الاسلامي بعدم تقدير الظروف التي تمر بها البلاد. أضاف خضر حامد هذه المرحلة من عمر مصر تحتاج إلي توافق وليس الصدام الذي نراه في الشارع فهذا الدستور ليس دستورا اسلاميا كما يروج البعض وانما يعبر عن كل الأطياف الموجودة في المجتمع وهذه هي المرة الأولي التي يتم مناقشة الدستور علي الهواء مباشرة. وعن أهم المواد التي نالت رضاه في الدستور الجديد قال خضر حامد وضع حد أقصي للأجور فهذا يؤدي إلي تحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين ويمنع حصول عدد من موظفي الدولة علي ملايين الجنيهات. كما أن المادة221 من الدستور والتي تفسر المادة الثانية المتعلقة بتطبيق الشريعة الاسلامية أسعدت الكثير من الشعب المصري الذي يبحث غالبيته عن تطبيق الشريعة. صدمة كبيرة أما أحمد ياسر موظف بالبورصة فاعتبر أن الدستور الجديد صدمة كبيرة لكثير من المصريين كما أن رئيس الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور رفض اقتراحات بعض الأعضاء عند المناقشة وكان يتعامل بشكل حاد مع الجميع ويريد الانتهاء منه في أسرع وقت وهذا لا يليق بدستور مصر بعد الثورة فكل موظف مصري يتمني أن يري نفسه في الدستور إلا أن هذا للأسف الشديد لم يحدث. فقد طالبنا بعد الثورة بتعيين نائب للرئيس, وهو ما استجاب له الدكتور محمد مرسي إلا أن فرحتنا لم تستمر طويلا حتي نص الدستور الجديد علي الغاء منصب نائب الرئيس وهذا يمثل خطوة كبيرة حيث يجعل جميع الصلاحيات في يد رئيس الجمهورية وهذا لم نكن نريده. أضاف أحمد ياسر, الدستور الجديد نص علي أن تكون الانتخابات البرلمانية بنظام غريب لم يتعود عليه الناخب المصري وأثبت فشله في الانتخابات الأخيرة وهو الثلثان للقائمة والثلث للفردي وهذا يصب في مصلحة الاخوان المسلمين وتيار الاسلام السياسي, كما أن الدستور أغفل الاهتمام بتنمية السياحة والاستثمار ولم يضع فقرات قاطعة تؤيد هذا الاتجاه. الدكتورة هالة محمود اخصائية تحاليل اعتبرت أن مواد الدستور غامضة وكثير من المواد تحمل أكثر من تأويل ومعني كنا نتمني أن نري دستورا يفهمه رجل الشارع البسيط ويعرف حقوقه وواجباته ويهتم بالفقراء ومحدودي للدخل الذين قامت الثورة من أجلهم, كما أن غالبية المشاركين في كتابة الدستور يغلب عليهم الانتماء لتيار الاسلام السياسي وهذا لا يمثل توازنا. كما أن رئيس الجمعية تعامل بتعال مع جميع الأعضاء ورفض الاستماع إلي وجهة نظرهم. أضافت هالة محمود أن الدستور تمت صياغته علي مدي17 ساعة متواصلة وهذا المجهود الكبير الذي بذله الأعضاء يؤدي إلي خلل في تركيزهم خاصة أن غالبيتهم من كبار السن ويؤدي إلي صياغة مواد غير منضبطة. كما أن أخطر المواد التي وجدتها في الدستور غرابة هي تعريب العلوم وهذه كارثة كبري وهل المقصود بالتعريب علوم الطب أم الهندسة أم العلوم الأخري؟ وإذا كان المقصود بها علوم الطب فهذا يؤدي إلي تراجع المستوي العلمي لطلاب الطب حيث ان اللغة العالمية للطب هي الانجليزية. فالاعتزاز باللغة العربية مطلوب ولكن ليس علي حساب الطب. حامد عاطف موظف بوزارة الثقافة عبر عن رأيه قائلا سأقبل بكل ما جاء بالدستور حتي نعبر هذه المرحلة الخطيرة وبقاء الدستور علي ما هو عليه دون تغيير أمر صعب فهو ليس قرآنا ويتغير مع احتياجات المواطنين فقد مللنا من التشكيك في نيات الآخر فجميع الأطياف السياسية الموجودة علي الساحة المصرية تخون بعضها وكل طرف يعتبر نفسه الأجدر والأحق بالسلطة دون النظر إلي مصلحة الوطن. انقذونا لم أكد اقترب منه وأسأله عن رأيه في الدستور الجديد حتي صرخ محمد عبدالدايم تاجر في وجهي قائلا: انقذونا من الضياع والافلاس فالاعلام مسئول عن حالة الانقسام التي تعيشها مصر حاليا فالجميع أصبح يتحدث في السياسة بدون وعي وكل طرف يؤيد الحزب الذي يؤيده سواء كان علي خطأ أم صواب.ونحن لم نأخذ من المثقفين سوي المصطلحات السياسية الكبري التي لا يفهمها غالبية الشعب. أضاف عبدالدايم نحن نريد دستورا يشعر بالفقراء ويوفر حياة كريمة للمواطنين فأنا أعمل تاجرا ومنذ قيام الثورة وأنا أعاني مثل ملايين المصريين وفقدت أكثر من نصف رأس مالي بسبب المليونيات التي لا تنعكس علينا بأي شيء ايجابي فكل طرف يبحث عن مصلحته الخاصة فقط. فنحن نريد أن تعود البلد كما كانت ونعرف طريق الاستقرار فبدون الاستقرار لن نحصل علي حقوقنا من الدستور الجديد. دستور لقمة العيش عبداللطيف فتحي عامل قال لم أقرأ الدستور لأنني لا أجيد القراءة والكتابة ولا أهتم بما جاء فيه فأنا أعمل من السابعة صباحا حتي الثامنة مساء ولا أعرف سوي دستور أكل العيش. كل ما يهمني في الدستور الجديد أن أحصل علي معاش عن العجز أو اصابة العمل وأجد سريرا لي داخل المستشفيات الحكومية وأحصل علي العلاج المجاني فكثير من المصريين يعجزون عن توفير الدواء. أضاف عبداللطيف أتمني من اللجنة التي كتبت الدستور أن تكون قد قامت بزيارة احدي المناطق العشوائية حتي تعرف أن سكان هذه المناطق لا يجدون مياها أو كهرباء والطوابير علي المخابز تمتد مئات الأمتار فهؤلاء يريدون من يشعر بهم وليس من يتاجر بهم في الانتخابات البرلمانية.