لن يكون حديثي اليوم عن المحنة التي تعانيها مصر ولا عن انقسام الشعب المصري ولا عن الشجون السياسية التي باتت تلف البلاد وتعصف بها والتي اؤجل الحديث بشأنها الي الأسبوع القادم ولكنني أحببت أن أتكلم عن شأن آخر أو شجن آخر, ولكنه يتعلق بأحد مجالات الصحافة العريقة التي بدأت خطاها الأولي منذ سنوات طويلة, وأقصد بها اصدارين عاشا معنا عمرا طويلا وأثرا بقوة في العديد من الأجيال المتعاقبة وهما مجلة حواء ومجلة سمير, والسبب في تناولي لأوضاعهما هو القرار الذي أصدره مجلس الشوري بتحويلهما الي ملاحق في دور النشر الخاصة بهما وكانت حجته أنهما لا يحققان الربح المطلوب, وللأسف أغفل الجميع وتغافل عما أرسته هاتان المجلتان من قيم مصرية أصيلة وما ساهمتا به في الحياة الصحفية علي مدي زمن طويل من فكر ورؤي ومصاحبة لعهود استطاعت خلالها كل منهما أن تأخذ بيد قرائها من الملايين الي دروب من الأمل والأحلام في مستقبل آمن تغلفه الأخلاق الحميدة والخطوات الواثقة التي لا يهددها انقسام في المجتمع أو تغيير في منظومة قيمه. وفي الحقيقة فان مجلة حواء كانت منارة للمرأة المصرية في كل جوانب الحياة سبقت بها عصر التكنولوجيا المتقدم واحتفظت في قلبها النابض دائما بمشكلات القراء وحلولها الواقعية وسجلت سبقا في ذلك المجال في الصحافة المصرية, كما أحرزت مجلة سمير سبقا لدي الطفل المصري وأخذت بيده في عالم المعرفة والتطلع الي مستقبل أفضل ودائما في اطار القيم المصرية الأصيلة, واننا لا نري لها ذنبا في اجتياح عالم التكنولوجيا لها ولا يكمن الحل في القضاء عليها ولكن الحل يكون في العمل علي تطويرها والأخذ بيدها حفاظا علي ما تمثله للمجتمع والطفل المصري من سياج يحمي القيم والأخلاق وينأي به عن الاسفاف والعصف بكل ما له من قيمة ولا يكون الحل بمعاملتها علي غرار مقولة خيل الحكومة التي كانت فيما مضي يتم ضربها بالنار عندما تضعف قواها ولا يقومون بمعالجتها لتستعيد عافيتها مرة أخري, واننا هنا نستنكر كل الاستنكار الأسلوب الذي تواجه به مثل هذه الاصدارات القيمة والتي عاشت مع كل مصري جزءا كبيرا من حياته وأثرت فيه تأثيرا كبيرا ونطالب بضرورة دعمها والارتقاء بها في عصر جديد نحافظ فيه علي القديم في ثوب جديد لأن مصر سوف تستمر مسيرتها بماضيها وحاضرها ليستفيد مستقبلها منهما معا. المزيد من أعمدة نهال شكري