رغم أن العام الدراسي بدأ منذ شهور قليلة, إلا أنه سرعان ما تهل علينا فترة الامتحانات التي تمثل حالة طوارئ في كل البيوت المصرية أيا كانت المرحلة التعليمية التي يمر بها الأبناء بدءا من الصفوف الابتدائية وحتي الجامعة , ولأن الأم هي المسئولة عن هذه الفترة وتتحمل أعباء كبيرة خلالها قد تشغلها عن الاهتمام بتغذية أبناءها التغذية السليمة التي يحتاجونها في هذه الفترة, لذا يقدم لها د.السيد محمود حماد أخصائي التغذية الإكلينيكية ونائب وحدة الإعلام بالمعهد القومي للتغذية بعض النصائح لتحقيق زيادة التحصيل الدراسي, موضحا أن من أهم العادات التي يجب أن نحافظ عليها طوال فترات حياتنا هي التنوع والاعتدال والانتظام في تناول وجباتنا اليومية, فالتنوع بين كل أصناف الطعام الطبيعية السليمة يعطينا الفرصة للحصول علي جميع العناصر الغذائية المختلفة, والاعتدال في تناول الكميات المناسبة منها يضمن لنا أيضا الحصول علي ما يكفي أجسامنا من هذه العناصر الغذائية الضرورية لنا, أما الانتظام في تناول هذه الوجبات فيضمن لنا آلية جيدة لحسن استخدام هذه العناصر الغذائية والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن عن طريق إعطاء الفرصة للجهاز الهضمي للعمل بشكل منتظم ومريح. وإذا أردنا الحديث عن فترة الامتحانات فهي فترة تتطلب التركيز الجيد قبلها وخلالها بقدرأكبرمن أي وقت آخر, مما يتطلب الابتعاد عن أي مؤثرات سلبية علي الحالة النفسية والعصبية للطالب, وقد تلعب التغذية السليمة دورا مهما في هذا الشأن إذا ما اتبعنا هذه النصائح: يفضل تقسيم الوجبات إلي وجبات صغيرة متعددة من4-6 وجبات خلال اليوم حتي لايشعر الطالب بالخمول والكسل خاصة إذا كانت الوجبات عالية في محتواها من الدهون. يجب الاهتمام بتناول وجبة الافطار فهي أساسية في بداية اليوم حتي يتمكن الطالب من مواصلة اليوم علي أكمل وجه وحتي يضمن الحصول علي القدر الكافي من الطاقة للحفاظ علي قدرته الذهنية. كثرة تناول الخضروات الورقية الداكنة والفواكه الطازجة بشكل عام يسهم في رفع مناعة الجسم وتعديل الحالة المزاجية وزيادة القدرة الذهنية. تناول قدر كاف من الكربوهيدرات, وخاصة الكربوهيدرات المركبة مثل القمح ومنتجاته, وكذلك الأرز والبطاطس يساعد في الحصول علي قدر كاف من الطاقة المطلوبة للجسم. الاهتمام بتناول مصدر جيد للبروتينات كاللحوم والدواجن والأسماك والبقوليات, ويفضل الإكثار من الأسماك نظرا لمحتواها من دهون الأوميجا التي تزيد النشاط والقدرة الذهنية وتقوي الذاكرة. يفضل عدم الإكثار من تناول المنبهات مثل الشاي أو القهوة حتي لاتكون عامل ضغط علي الجهاز العصبي وتؤدي الي نتائج عكسية مثل الأرق والتوتر. التأكد من الحصول علي عدد ساعات كافية من النوم ويفضل أن تكون ليلا كلما أمكن, ذلك حتي يتمكن من مواصلة التحصيل والانتباه الذهني. وهناك كما يوضح د.حماد بعض الأطعمة والمشروبات التي تهديء الأعصاب وتزيد التركيز وهي مطلوبة بقدر كبير خاصة قبل وأثناء فترة الامتحانات ومنها: إضافة عسل نحل طبيعي مع كوب من الحليب قليل الدسم أوكوب من التمر المنقوع مع الحليب قليل الدسم لها أثر كبير في زيادة التركيز وهدوء الأعصاب. اللبن الزبادي غني بمادة التيروسين, وهو حمض أميني يساعد في تقوية الذاكرة ويزيد من مستويات اليقظة الذهنية. تناول الأغذية الغنية بفيتامين ج يقوي المناعة في الجسم ويعمل كمضاد طبيعي للأكسدة, فالمخ يحتاج له كمغذ أكثر من أي جزء آخر في الجسم لأنه يدعم وظائفه, ويعتبر كوب من عصير الليمون أو البرتقال أو الجوافة مصدرا جيدا لهذا الفيتامين بالإضافة إلي مصادره الأخري من باقي الفواكه والخضروات الطازجة. مجموعة فيتامينات( ب) والتي يؤدي نقصانها إلي الشعور بالقلق والانفعال والعصبية المستمرة وعدم التركيز الجيد, وتوجد هذه العناصر في معظم الحبوب الكاملة مثل بليلة القمح باللبن ومنتجات القمح المحتوية علي نخالة القمح والخميرة البيرة. فيتامين( ه) يساعد في دعم حركة الدم وعملية نقل الجلوكوز والأكسجين إلي الدماغ, ويعتبر مضادا مهما للأكسدة, فهو يحمي خلايا الدماغ من الضرر والتعرض للتلف, ومن أهم الأغذية الغنية بفيتامين( ه) البيض والحليب والسمك السلامون والبطاطا والمكسرات كالفول السوداني, والخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل الخس والجرجير. البوتاسيوم والذي يؤدي نقصانه إلي العصبية والأرق وعدم التركيز, ويوجد علي سبيل المثال في الموز والعسل الأسود والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه الطازجة.