لا أدري من الذي يتحمل مسئولية دماء الأطفال امام الله والتاريخ والوطن.. من الذي يتحمل دماء جابر صلاح وإسلام فتحي وهما يبدآن رحلتهما مع الحياة لكي ينتهي كل شئ.. مابين رصاصة طائشة وحجر مجنون يسقط طفلان لم يتجاوز عمر الأول17 عاما والثاني15 عاما.. من الذي ترك هذه الوجوه البريئة تدفع ثمن صراع سياسي بغيض بين قوي سياسية لا تقدر مسئولية الوطن ولا حرمة الدماء.. وهل يعقل ان يكون آخر المطاف لثورة اذهلت العالم ان ترتوي بدماء الأطفال.. أي قسوة تلك التي جعلت الثوار يلقون الحجارة بجنون.. واي ضمير ذلك الذي اطلق الرصاص علي رأس طفل لم يتجاوز17 عاما.. واي ثورة تلك التي تقتل اطفالنا.. إن الذي يحدث في مصر الأن شئ من الجنون ان يتحول الشارع إلي اكوام من الحجارة وتلال من التصريحات والشعارات ونحن ندفع السفينة دفعا إلي الغرق.. أين عقلاء هذا الوطن وأين حكمة شيوخها ومفكريها واصحاب الرأي فيها.. كيف انتهي الحال بنا إلي قتل اطفالنا وسط مظاهرات مجنونة ومعارك لا هدف لها ولا غاية.. وسط شارع ملتهب خرج علينا الإعلان الدستوري ليقسم الشعب وتبدأ المعارك وتدور مواكب الشيطان وتجري دماء الأبرياء وسط شعارات صاخبة وكلها كاذبة.. لايوجد شئ في الحياة يبرر مقتل طفلين وسط صخب الكبار.. لايوجد شئ في الحياة يعطينا الحق في قتل ابناءنا وسط شعارات مجنونة وانقسامات لا أحد يعلم إلي أين تحملنا.. لا اعتقد ان الثورة كانت تسعي إلي ذلك كله فلم تكن دعوة لسفك الدماء أو قتل الأطفال.. ان المطلوب منا جميعا علي كل المستويات ان نرعي الله في هذا الوطن وان نتخلص من نزعات الشر والجنون التي سيطرت علينا وان نعيد للثورة وجهها المضئ واهدافها السامية.. لا اعتقد ان ما يحدث الأن في مصر امتداد للثورة إبتداء بالإعلان الدستوري البغيض وانتهاء بالإنقسامات والمعارك الوهمية اما دماء الأطفال فهي في رقابنا وسوف يحاسبنا الله عليها رعايا ومسئولين وعلينا ان ننتظر عقاب السماء. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة