هزني الرحيل المفاجئ لزميلنا العزيز حسين فتح الله.. المحرر والباحث العسكري المبدع والمجتهد.. فالموت حق.. ولكن رحيل كثيرين من أبناء جيلنا وهم في قمة العطاء وذروته.. أمر يهز الوجدان. فلقد رحلوا قبل ان يستكملوا رسالتهم. بالأمس القريب ودعنا بدر الدين أدهم في الأخبار.. وجمال كمال في الجمهورية.. واليوم نودع حسين فتح الله في الأهرام.. ثلاثة فرسان من جيلنا.. جيل منتصف الخمسينيات.. متخصصين ومخلصين للصحافة وقوميتها ووطنيتها.. والصحافة في دمائهم ليست مهنة بل رسالة وواجب ومسئولية.. استكملوا أدواتهم فملكوا ناصية المهنة.. درسوا الصحافة والإعلام ولم يهملوا التخصص الدقيق.. فوصلوا إلي قمته.. فقدنا المحرر والكاتب العسكري.. الذي مزج ببراعة بين الصحافة والعلوم العسكرية والاستراتيجية.. فبسطها وقدمها لقراء الأهرام ببراعة.. حسده عليها الكثيرون.. ولكنهم لم يعلموا كم كلفته.. وكيف دفع ثمنها.. من عمل متواصل وفكر متقد استهلكه في فترة وجيزة ورحل في ريعان شبابه. أقف حزينا.. أشارك جيلي المخاوف التي تكتنف حياته ومهنته ودوره, وقدرته علي أداء رسالته في عالم صعب ومتغير.. مع دمعة حزن علي فراق الرفاق.. زملاء الصبا الذين لم يستكملوا بعد دورهم. عزائي لزملائهم وأسرهم.. ويقيني أنهم في رحاب الله سيكرم وفادتهم ويحسن استقبالهم ويعوضهم عن معاناتهم في عالم لم تتحمله قلوبهم وأعصابهم فرحلوا وفارقونا في الوقت الذي كنا فيه ننتظر منهم الكثير. أسامة سرايا