في إطار موجة الاعتداءات العنيفة التي تشنها الجماعات السنية المتشددة ضد الشيعة في باكستان, لقي ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأصيب نحو90 آخرون في انفجار استهدف موكب شيعي في مدينة ديرا اسماعيل خان شمال غرب البلاد أمس. يأتي ذلك في الوقت الذي كثفت فيه السلطات المحلية إجراءاتها الأمنية لاحتواء العنف المتصاعد ضد الشيعة خلال الاحتفالات بذكري عاشوراء. وبث التليفزيون الباكستاني أمس صورا لآثار الدمار التي خلفها الانفجار, وصورا للقتلي والمصابين حيث أسفر الانفجار عن مقتل ما لايقل عن أربعة أطفال. وأوضح مالك مشتاق قائد الشرطة المحلية في المدينة إن القنبلة زرعت في متجر قرب السوق المحلي, مشيرا إلي أنها أصابت أيضا خمسة من أفراد الأمن, وحذر من نقص في عربات الاسعاف وعدم وجود أسرة كافية بالمستشفي, وهو ما اضطر فرق الشرطة إلي نقل العديد من المصابين الي المستشفي علي عربات بثلاث عجلات والمعروفة باسم( ريكشو). وتحذر الشرطة الباكستانية من أن جماعات مثل عسكر جنجوي تكثف هجماتها علي الشيعة في محاولة لزعزعة استقرار البلاد وإقامة دولة دينية في باكستان. الأمر الذي دفع بعض قادة الشيعة إلي مطالبة المواطنين بعدم استخدام الهواتف المحمولة خلال الاحتفالات بينما حظرت الشرطة استخدام الدرجات البخارية, في محاولة لمنع أي عمليات تفجير عن بعد أو غيرها من أدوات الهجوم التي يمكن استخدامها في مثل هذه الحالات. وفي الوقت ذاته, تؤكد جماعات حقوق الانسان إن اكثر من300 شيعي لقوا حتفهم في باكستان في صراعات طائفية منذ بداية العام الحالي. وتكتسب هذه الحملة زخما في المناطق الريفية ومدن مثل كراتشي أكبر المدن الباكستانية. وقد دفع الخوف من موجة العنف الراهنة بعض الشيعة للعزوف عن المشاركة في مواكب الاحتفالات بذكري عاشوراء العام الحالي. وعلي صعيد متصل, كشفت مصادر أمنية باكستانية عن سقوط نحو20 قذيفة هاون علي الأراضي الباكستانية من داخل أفغانستان.