أمضيت أكبر حقبة من عمري وأنا أكرر الدعاء:' اللهم اجعلنا ممن يجمع ولا يفرق..' واخترت الحوار أسلوبا في الحياة يقينا من الصراع والصدام. وبالتالي منذ أيام وأنا أتابع ما يمزق الأمة وكأنها انقسمت إلي جيوش تحارب بعضها ونسيت المصالح العليا للوطن وإعطاء الأولوية لحماية أمنها القومي وتوفير لقمة العيش. لم أقبل علي نفسي وعلي ضميري أن أختار أو أنحاز إلي أي من الطرفين المتصارعين. ولأذهب إلي الطرف الأول الذي يحمل تسميات كثيرة القوي السياسية أو القوي المدنية او القوي الليبراليه ليكون عكس ما يسمي بالقوي أو الاتجاهات الاسلامية وتوجه الطرف الاول إلي شارع محمد محمود بحجة ذكري احداث محمد محمود, واختلفت أنواع القوي بينها بل أندس بينهم الكثيرون وقيل حول تمويل بعضهم الكثير بأجندات خارجية. ولا أدري لماذا في الذكري السنوية لهذه الأحداث لا يكفي يوما واحد وما حجة البحث عن الصدام مع رجال الشرطة والإصرار علي كسر شوكتها وهناك ايضا هتافات رافضة لشرعية رئيس الدولة المنتخب. كيف يطلب مني أن أنحاز إلي هذا الفريق رغم تقديري لبعض قيادته ورموزه. لنذهب إلي الفريق الثاني الذي يمثل التيارات الإسلامية الذي ذهب من جديد إلي الساحة وأمام القضاء العالي مطالبا بإقالة النائب العام بعد ان تمت المصالحة منذ مدة قصيرة واعتبرها الجميع لغة عقل من جانب رئيس الدولة. أما عن حزمة القرارات والإعلان الدستوري وإجراءات تحصين قرارات رئيس الدولة فكلها اختارت شرعية جديدة تسمي الشرعية الثورية بمعني ان نعود إلي نظام مضي منذ زمن بعيد عن تشريعات ومحاكم ثورية وعانا منها بقسوة من يملكون الشرعية اليوم وستؤدي هذه التغيرات إلي شل أداء القانون والدستور والقضاء وتنشر روح الانتقام في المجتمع في لحظة نحن في أمس الحاجة فيها إلي مصالحة وطنية لنزرع جذور المحبة والمودة والتعاون بين طوائف الأمة. وهناك نقطة عتاب أخري أوجهها إلي بعض الاتجاهات الاسلامية التي بلغ عنف افكارها وشعاراتها إلي اتهام الليبراليين بالكفر ومنهم الكثيرين يمارسون طقوس دينهم ويحمل الأيمان في قلبه دون انتماء تنظيمي إلي جماعات دينية. هل لي أن أذكر رفقاء الطريق من جماعة الاخوان المسلمين علي مدي خمس سنوات كيف أن تركيا التي يحكمها حزب اسلامي لا يخلو فيها مكان من مؤسساتها أو ميادينها دون أن تجد تمثالا لكمال أتاتورك منشأ الدولة التركية وزعيم العلمانيين. إلي أين نحن ذاهبون.. تعبير يردده الشعب كل يوم.. وفي كل مكان.. رايحين علي فين.. ؟. يجب ألا يطول انتظار الأمة طويلا لنسمع رد عقلاء الأمة.. وتسمع بالذات صوت رئيس الدولة ليطمئن الشعب..' رايح علي فين'..! ليت الجميع ينزلوا إلي الشارع لا من أجل الصدام والدماء ورفض الآخر والمزايدات والمغامرات ضد الشرعية بل من أجل حماية لقمة العيش وحماية اقتصادنا من الانهيار وحينما يخرج الجياع والمحرومين في فوضوية غير سياسية يكون هدفها حرق وإبادة كل شئ حي لان لغة الجوع والحرمان لا منطق ولا رحمة فيها أنما انتقام عشوائي. من يحتمل ومن يقبل أن يضيع الوطن ومستقبله من أجل طموحات وصراعات خرقاء. أقولها بأمانة لم اقبل التعميم في الاحكام علي كل قيادات النظام السابق لاسيما بعد أن استمعتم إلي حديث الوزير السابق محمد رشيد في احدي القنوات الخاصة وهو يعطي نصائح امينة من اجل انقاذ الاقتصاد المصري دون أي طموح منه. قبل أن أختم كلمتي أقول في عالمنا اليوم لا تستطيع دولة أن تعيش بمعزل لوحدها, وهنا يتوجب وقفة تأمل حول ثلاث مواقف لثلاث قوي دولية كانت بجانبنا حتي ساعات قليلة ولكن أقلقها أن تشعر في الاجراءات الاخيرة شبهة المساس باستقلال القضاء وهي قيمة في الديمقراطيات القديمة لا يقبل عدم احترامها, وجاءت ردود فعل هذه القوي الكبري كلها في يوم الجمعة الماضي علي لسان وزيرة الخارجية الاوروبية كاترين اشتون وعلي لسان المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ثم علي لسان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليوت. المزيد من مقالات د. على السمان