عذاب.. تسطيح.. كوارث.. موت.. هذا هو حال قطارات السكك الحديدية التي كانت أفضل وسيلة مواصلات عرفتها مصر.. يضبط المصريون ساعاتهم علي مواعيدها.. في لقطات مصورة نرصد المأساة.. فقد عششت بها غربان الاهمال والنهب فأصبحت كما تظهرها الصور, الزحام علامة أساسية علاجه زيادة عدد القطارات المميزة بدلا من المكيفة التي تزحم جداول التشغيل وتسير شبه خاوية بينما القطارات المميزة والعادية تكتظ بركابها الغلابة وتفيض بهم علي القضبان لتتكرر الحوادث التي يمكن تفاديها إذا راعي مسئولو الهيئة ربهم وعملهم في الهواء ينطلق القطار والركاب عالقون علي الأبواب في الهواء, تتشبث أياديهم وأطراف أقدامهم بثياب وأرجل من أمامهم.. كم منهم خارت قواه مع طول الطريق فسقط ليعود لأهله جثة هامدة.. إذا كان رئيس الوزراء قد أقال رئيس الهيئة السابق لحدوث عطل في التكييف فكم من مسئولي الهيئة سيقيلهم بعد مشاهدة هذه الصور؟ حشرا خياران كلاهما مر, أن تبقي علي الرصيف فلا تعود لبيتك وأولادك أو أن تحشر نفسك حشرا في الأجساد المتلاحمة.. هب أن هذه المرأة أمك أو أختك أو زوجتك ماذا سيحدث لها إن ركبت بل كيف تركب؟ يتحدي ركاب قطار27 الثالثة والنصف عصرا من محطة مصر أي مسئول بالهيئة أن يخوض التجربة! انتظار تكتظ الأرصفة والقطارات بالركاب إلا أن وقفتهم قد تطول في انتظار الجرار( القاطرة) التي ستقطر القطار في مشواره الطويل بعد تأخير.. الصيانة المستمرة للقاطرات والتعجيل بجاهزيتها كفيل بالقضاء علي الانتظار الممل. تسطيح هواية.. تهور.. هروب من الكمسري.. هروب من الزحام.. أسباب متعددة لسلوك معيب ينبغي العمل علي تقويمه.. تربويا بالتعليم أو زجرا بالقانون, فالتسطيح انتحار حقيقي مع أول فرملة أو تصادم. اختناق كامل العدد ويزيد.. كالجسد الواحد.. لاموضع لقدم.. بقوة التدافع يخترق الكمسري الأجساد.. اعتادوا هذا الاختناق فكم من سنوات مرت وهم فوق بعضهم البعض.. عندما تنفجر المشاجرات يتذكرون مأساتهم فيصبون لعناتهم علي كل من كان السبب! [email protected]