الأوراق المطلوبة للتصالح على مخالفات البناء في المدن الجديدة    مصير دي يونج مع برشلونة في الصيف    لهذا السبب، التعليم تعلن إلغاء امتحان 4 طلاب واعتبارهم راسبين    إزالة «بناء» مخالف على طريق بلطيم الدائري بكفرالشيخ    مصدر رفيع المستوى: مصر أبلغت كافة الأطراف المعنية بتحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة    إطلاق الدفعة الثالثة من برنامج «الحوكمة المبتكرة في العصر الرقمي»    أبو تريكة: جوارديولا تحدث عن الظلم ليعطي محاضرات في كرة القدم وخارجها    طلعت عبد القوى يوضح إجراءات استكمال تشكيل أمناء التحالف الوطنى    استعدوا لنوم عميق.. موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    لجلسة 10 يونيو.. تأجيل محاكمة متهمي الاتجار بالنقد الأجنبي    شرط يسرا للمشاركة في عمل من إخراج محمد سامي وبطولة محمد رمضان ومي عمر    مشاهد توثق حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من وسط رفح (فيديو)    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    بعثة البنك الدولي تزور محطات رصد جودة الهواء ومركز الحد من المخاطر    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    وزير الصحة باحتفالية يوم الطبيب: الأطباء في عين وقلب الرئيس السيسي    رئيس الوزراء: إطلاق أول خط لإنتاج السيارات في مصر العام المقبل    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    الدوماني يعلن تشكيل المنصورة أمام سبورتنج    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    ضبط المتهمة بالنصب والاحتيال على المواطنين في سوهاج    عقوبة استخدام الموبايل.. تفاصيل استعدادات جامعة عين شمس لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    الإمارات تهاجم نتنياهو: لا يتمتع بأي صفة شرعية ولن نشارك بمخطط للمحتل في غزة    تسلل شخص لمتحف الشمع في لندن ووضع مجسم طفل على جاستن بيبر (صور)    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال17    باسم سمرة يكشف سر إيفيهات «يلا بينا» و«باي من غير سلام» في «العتاولة»    رئيس حزب الاتحاد: مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    استشاري تغذية علاجية يوضح علاقة التوتر بالوزن (فيديو)    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    وزيرة التضامن تشهد عرض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فيلم «نور عيني»    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    وزيرة التضامن: 171 مشرفًا لحج الجمعيات.. «استخدام التكنولوجيا والرقمنة»    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    بسبب «البدايات».. بسمة بوسيل ترند «جوجل» بعد مفاجأة تامر حسني .. ما القصة؟    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي الذهبية للصدارة    وزير الصحة: تعليمات من الرئيس السيسي لدعم أطباء مصر وتسخير الإمكانيات لهم    وزير الأوقاف: هدفنا بناء جيل جديد من الأئمة المثقفين أكثر وعيًا بقضايا العصر    تداول أسئلة امتحان الكيمياء للصف الأول الثانوي الخاصة ب3 إدارات في محافظة الدقهلية    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    توريد 164 ألفا و870 طن قمح بكفر الشيخ حتى الآن    أحمد حسن دروجبا: "لا يمكن أن تكون أسطورة من مباراة أو اثنين.. وهذا رأيي في شيكابالا"    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلود الهجرة النبوية

ورد حدث الهجرة النبوية‏,‏ في القرآن الكريم فاكتسب خلوده بخلود القرآن‏,‏ حيث قال الله تعالي‏:,‏ إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا‏].‏ وكل حدث جاء في القرآن اتسم بسمة الخلود, لأن القرآن الكريم خالد وباق الي الأبد, وحتي بعد القيامه ويظل يتلي حتي في الجنة:, يقال لقاريء القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها], هكذا وضح الرسول صلي الله عليه وسلم خلود القرآن الكريم حتي في الجنة. وحدث الهجرة النبوية الشريفة من الأحداث التي جاء بها القرآن فهي ليست لأهل زمانها الذي حدثت فيه فحسب, بل إن عطاءها وحصادها لأهل كل زمان ومكان عبر العصور والأجيال.
ويظل حدث الهجرة النبوية يمد الحياة الإنسانية بدروسه وعبره, ويؤكد لكل الأجيال في كل الأرض, أن معية الله سبحانه وتعالي تصون الناس من كل شر أو أذي, وكل خوف أو حزن, لا تحزن إن الله معنا]ومعية الله تعالي يحظي بها المؤمنون الصادقون في إيمانهم, المحافظون علي عقيدتهم وصلتهم بالله, فيظل الواحد منهم ذاكرا ربه في كل وقت فيذكره ربه, فاذكروني أذكركم], فعلي مجتمعاتنا البشرية أن تحافظ علي معيتها مع ربها سبحانه لتأمين غوائل الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن تحافظ علي توثيق صلتها بالله لتظل في عناية الله تعالي ورعايته.
والناظر الي عطاء الهجرة للعالم, يري أن في الهجرة بيانا للأمة حكاما ومحكومين, أمما وشعوبا, بضرورة توثيق الصلة بالله قيوم السماوات والأرض, فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم بدأ أول عمل بعد هجرته من مكة الي المدينة بإقامة المجتمع الجديد علي توثيق الصلة بالله, فبني المسجد النبوي أولا, ليكون همزة الصلة بين العباد ورب العباد.. ثم كان الأساس الثاني في بناء الدولة الجديدة, وهو إقامة التعاون والمؤاخاة بين الذين هاجروا وتركوا أوطانهم وبين المقيمين في المدينة من الأنصار, فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتي بلغت في تطبيقها درجة عالية, حتي أنهم كانوا يتوارثون بها حتي نزل قول الله تعالي, وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض].
ثم كان الأساس الثالث في بناء الدولة تلك الوثيقة التي تعتبر أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الإنسان, أليس يجدر بأمتنا أن تحافظ علي أسس بناء الدولة بهذه المبادئ, التي أرساها رسول الله صلي الله عليه وسلم, وهي مبادئ خالدة, تظل تمد الحياة بسناها ورشدها وهداها. وقد جاء التعبير القرآني عن الهجرة بأنها كانت انتصارا, ولم تكن فرارا, لقول الله تعالي:, إلا تنصروه فقد نصره الله], إن الهجرة أكدت حقوق الإنسان, لدرجة أن الرسول صلي الله عليه وسلم استبقي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليرد الودائع لأصحابها مع أن أصحاب هذه الودائع أخذوا من المسلمين ما أخذوا وآذوا رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمين, ولكنهم مع مخالفتهم للرسول صلي الله عليه وسلم لم يجدوا أحدا يأتمنونه علي ودائعهم ونفائسهم وأموالهم وذهبهم إلا الرسول صلي الله عليه وسلم, وهذا يدل علي أن اختلافهم معه في الاعتقاد لم يكن عن اقتناع بل عن مراوغة, بدليل أنهم كانوا يوقنون بأنه الصادق الأمين ولا أحد أفضل منه فكانوا يودعون عنده أماناتهم, وما كان يعاملهم الرسول صلي الله عليه وسلم بمعاملتهم وإنما قابل السيئة بالحسنة, فاستبقي علي بن بن أبي طالب ليرد علي الناس ودائعهم وهو صلي الله عليه وسلم القائل:, أد الأمانة الي من ائتمنك ولا تخن من خانك].
وهكذا تشرق علينا ذكري الهجرة النبوية, فتنشر بين الناس المثاليات والأخلاق العالية, وتدعو الأمة الي الوفاق المجتمعي والي التصافح والتسامح والتصالح, والي المؤاخاة التي أرسي مبادئها خير خلق الله عليه الصلاة والسلام حتي تعيش الأمة في سلام وأمان وفي رضاء واطمئنان. اللهم وفق أمتنا الي وحدة الصف وجمع الكلمة والأمان يارب العالمين.
عضو هيئة كبار علماء الأزهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.