أنا سيدة في نهاية الأربعينيات, ومن اسرة بسيطة وكنت قد تزوجت من شاب يكبرني ببضع سنوات ورزقنا الله ثلاثة أولاد التحقوا جميعا بالجامعة ويشقوا طريقهم بنجاح. ومشكلتي مع زوجي بدأت منذ زواجنا, فهو بارد العواطف والمشاعر, ولذلك ظلت علاقتي الزوجية به فاترة, خاصة أن النواحي العاطفية عنده لا تظهر إلا عند الرغبة في العلاقة الحميمة.. وباختصار شديد فقد وقعت في غرام زميل بمحيط عملي وشعرت بكراهية لزوجي الذي أعتبره المسئول عما وصلت إليه, وتوقفت عن أي لقاء معه ثم طلبت منه الطلاق بأسباب واهية وأصررت عليه فطلقني. وبمرور الأيام اكتشفت أن زميلي يخدغني وأنني أخطأت في حق زوجي. وقد تسألني: وما المشكلة إذن؟.. فأقول لك إنها تأنيب الضمير تجاه زوجي الذي يلح علي كثيرا في أن أعود إلي عصمته.. فهل أعود اليه خصوصا أنني متأكدة من خلال عشرتي الطويلة معه من حسن خلقه وكرم أخلاقه, ونبدأ معا حياة جديدة؟.. أسألك النصيحة. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: معظم النار من مستصغر الشرر, وقد كانت الشرارة الأولي التي تطايرت في حياتك فأصابتك هي استماعك الي الكلمات المعسولة التي رددها علي مسامعك في العمل من لا يعرف الي الله سبيلا.. فصادفت لديك قبولا.. وشيئا فشيئا قد تدفعك الي بئر الخطيئة, وهي بئر سحيقة لا ينجو من يقع فيها, ويستسلم لما وصل إليه. والحقيقة أنك تجنيت علي زوجك كثيرا, لدرجة أنك لم تجدي من الذرائع التي دفعتك إلي الإنفصال عنه سوي انه بارد العواطف إلا في اللحظات التي تلتقيان فيها, وكأن كل الأزواج يسمعون زوجاتهم ليلا ونهارا كلمات الحب والغرام, فهذا منطق غريب بكل المقاييس ولذلك أراه سببا واهيا تحاولين التمسك به لتبرير انفصالك عنه.. والآن تحاولين العودة إليه وكلك ثقة في عفوه عنك.. لكنني أري أن الخطوة التي يجب ان تسبق عودتك إليه هي أن تتقدمي بطلب نقل من موقع العمل الذي تعملين به إلي موقع آخر لكي تبتعدي تماما عن زميلك, وأن تقطعي كل صلة لك به, وتتأكدي تماما من أنه سقط من حياتك, وحينئذ من الممكن ان تعودي إلي زوجك وقد صفت نفسك وهدأت سريرتك.. والله الموفق.