الكلاب الضالة انتشرت في الشوارع وتكاثرت وتوحشت حتي صارت خطرا علي المواطنين.. وفي ظل غياب عربات جمع الكلاب الضالة أصبحت تزاحم الأهالي وتطاردهم وتعقرهم . وتعيش قمامتهم التي صارت تلالا وجبالا تفوق طاقة شركات النظافة علي تجميعها أو رفعها.. المواطنون الذين التقينا بهم اكدوا انهم يخافون من العوده لمنازلهم في اوقات متأخرة من الليل حتي لا يتعرضوا لعضة كلب, لكن ماذا يفعل الأب أو الأم الذي يضطر للخروج بابنه أو ابنته للذهاب الي مستشفي أو عيادة طبيب؟ وماذا يفعل من يخرج للصلاة في المسجد من بعد المغرب وحتي الفجر؟ السبب في تزايد أعداد الكلاب الضالة يحدده الدكتور محمد جلال مدير معهد بحوث صحة الحيوان بقوله ان كثرة اعدادها جاء نتيجة تراكم أكوام القمامة بالمدن والقري كذلك نتيجة الامتداد العمراني الي مناطق صحراوية,مما يعرض سكان هذه المناطق لهجمات الحيوانات البرية والكلاب الضالة مشيرا الي ان الدولة كانت تقوم بالقضاء علي الحيوانات الضالة بإلقاء السموم في الأطعمة او بإطلاق النيران عليها, مما أثار اعتراض عدد من الجمعيات العالمية الناشطة في مجال حقوق الحيوان علي هذا الأسلوب حتي وصل الأمر الي منع بعض الدول من تصدير اللحوم الحية اليها ويشرح الدكتور محمد الأمراض التي يسببها الكلب للانسان ومدي خطورتها كالآتي: مرض السعار وهو لا يشترط انتقاله بالعقر بل يمكن انتقاله بطريق غير مباشر عن طريق لعق الكلب المصاب حامل الفيروس لجسمه فيترك اللعاب علي الجلد والشعر, كذلك الكلب الاجرب او المصاب بالقراع ينقل المرض للانسان عند الملامسة, بالاضافة الي انتقال امراض خطيرة للجهاز التنفسي, ومن بينها السل والربو وكذلك الطفيليات واليرقات التي تسبح في جسم الانسان من( معايشة الكلاب داخل المنازل) والتي من الممكن ان تكون أوراما عنقودية أو أكياسا مائية تضغط علي الحبل الشوكي أو المخ أو الكبد أو الرئة أو العين وتسبب الشلل والنزيف وتليف الكبد والعمي والتشوهات الخلقية للأجنة للنساء الحوامل وأورام المخ الخطيرة, ويؤكد الدكتور محمد ان مسئولية التخلص من الكلاب الضالة تأتي من خلال تكاتف جميع الجهات مع وزارة الزراعة متمثلة في هيئة الخدمات البيطرية والبيئية لتقوم بعملية التخلص من الحيوانات النافقة ويري ان التخلص من الحيوانات النافقة في الشوارع لابد ان يتم بطريقة صحيحة لمنع الحشرات والحيوانات الأخري من التغذي عليها بحيث يتم الدفن في حفرة عميقة لا تقل عن مترين وبعيدة عن أي مصرف مائي ويتم وضع طبقة من الجير الحي كمطهر ويدك عليها التراب لمنع وصول الحيوانات الحية اليها. ويشير الي أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تدرس حاليا استخدام التعقيم الجراحي لازالة الاعضاء التناسلية للحيوانات لمنع تكاثرها ولكن تكلفة تعقيم الكلب الواحد تتعدي المائتي جنيه حيث تتطلب وجود عيادات جراحية ومضادات حيوية وأماكن إيواء الكلاب بعد الجراحة وسيارات النقل وعمال لصيد الكلاب وبعد إجراء العملية يتم اعادة الكلاب مرة اخري الي الشارع, ولذلك نطالب جمعيات حقوق الحيوانات بالتعاون مع الهيئة لمواجهة هذه الظاهرة وآثارها علي المواطنين. ويري الدكتور محمد ان الحل الأمثل للتخلص من الكلاب الضالة كان يكمن في المشروع التي قامت جمعيات حقوق الحيوان بتمويله عام2002 للحد من تناسل الكلاب الضالة حيث كان يتم تجميعها من الشوارع واجراء العملية لها ثم حقنها بالأمينو جلو بيولين الواقي من مرض السعار ولكن هذا المشروع توقف مما زاد أعداد الحيوانات حيث ان هذا الأمر يجب ان يتكرر بصفة دورية, ويشير الي ان الحل الأمثل الان للتخلص منها هو تجميع تلك الحيوانات حية بعد تحذيرها والتخلص منها بصورة آمنة في الصحراء كما يمكن اجراء بعد التجارب عليها لتحديد مدي اصابتها بالوباء بما يفيد المجتمع, بالاضافة الي إنشاء هيئة خاصة للوقاية من هذه الامراض بالشكل الذي ينعكس علي صحة المواطنين وعلي اقتصاديات الدولة المواطنين وعلي اقتصاديات الدولة. ويؤكد الدكتور محمد أن هناك تطورا في علاج حالات عقر الكلب للانسان في عيادات الكلب بمصل الكلب فاذا كان العلاج لطفل عمره اقل من سنه يأخذ3 سم من المصل واذا كان لطفل عمره أكبر من سنه يأخذ5 سم من المصل في منطقة السرة يوميا لمدة21 يوما وقد يتطلب ابقاء المريض في المستشفي اذا كان أكبر من40 سنة ويعاني أمراضا أخري وهناك مصل آخر مستورد لكنه معلف بنحو600 جنيه ويعطي علي6 جرعات فقط وقد تم أخيرا تطوير لقاح عضة الكلب في الهيئة المصرية للمستحضرات الحيوية لتصبح3 حقن فقط تعطي في الكتف كما يمكن التحصين حتي في حالة خربشة الكلب بأظافره وليس فقط العض أو اللعاب لأن الهمال في تلك الحالات يعرض لخطورة شديدة.